اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي: ملفات الفساد تحت المجهر أم مناورة سياسية؟
*- شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان
في خضم التوترات السياسية والاقتصادية التي تعصف باليمن، أثارت الاجتماعات الأخيرة لمجلس القيادة الرئاسي العديد من التساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه اللقاءات. فبينما كان من المتوقع أن يكون التركيز على تقديم حلول للازمة الاقتصادية ومناقشة وضع خارطة طريق للسلام أو تعزيز الجهود لمواجهة جماعة الحوثي، لكن يبدو أن المحاور الرئيسية قد تحولت نحو موضوع أكثر حساسية: الفساد والفشل الإداري الذي ألقى بظلاله على قيادة الشرعية.
ضغط الرباعية الدولية ومحاولة إصلاح الصورة:
بحسب مصادر مطلعة، فإن هذه الاجتماعات جاءت كرد فعل مباشر على ضغوط من الرباعية الدولية وبطلب منها، التي أعربت عن استيائها من استمرار حالة الجمود والفساد التي اضعفت شرعية الحكومة اليمنية، التي طالبت باتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة الفساد وبناء الثقة من خلال تقديم الشخصيات الكبيرة البارزة المتورطة في قضايا فساد إلى العدالة.
كبش فداء لتغطية الفشل؟
لكن بدلاً من مواجهة الحقيقة وتقديم مئات الأسماء الكبيرة التي تُتهم بالفساد، كقيادات بارزة في الحكومة ومكاتب المسؤولين، لجأ المجلس الرئاسي وفقاً لتقارير مسربة إلى تقديم أنيس باحارثة ومعه مطيع دماج من مسؤولين الصغار، ككبش فداء لتخفيف الضغوط الدولية. هذه الخطوة أثارت استياء الكثيرين ممن رأوا فيها محاولة للتغطية على فساد "هوامير" السياسة والجيش، بدءاً من شخصيات مثل أحمد عبيد بن دغر الذي احيل للتحقيق سابقا، وصولاً إلى مكتب رئيس المجلس الرئاسي و القيادات العسكرية السابقة واللاحقة.