الحريري يفضح نفسه: موقف متخاذل يسفه دماء شهداء الجنوب

شبوة برس – خاص

موقف اللواء سعيد الحريري الأخير الذي نشره في مقال عبر صحيفة الأيام الغراء تحت عنوان "مرجعيات على مقاس الانتقالي.. وليس على مقاس اليمن"، الذي يهاجم المجلس الانتقالي ويصف مرجعياته بأنها “على مقاس الانتقالي”، يفضح ضعفاً واضحاً وتخاذلاً أمام مطالب شعب الجنوب وحقوقه المشروعة. فمن يسفه دماء آلاف الشهداء وضعفهم جرحى من مناضلي الحراك السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية قبل لغزو الحوثي 2015م وفي حرب 1994 وما تلاها الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية، ولا يملك إلا الانتقاد من مقاعد آمنة بعيداً عن ساحات المواجهة، لا يمكن أن يُنظر إليه كممثل صادق أو مدافع عن حقوق الجنوب.

الحريري، الذي عاش سنوات طويلة في أمان داخل أحضان السلطة والأمن، ينكر الواقع الذي صنعت دماء عشرات الآلاف من الشهداء خلال ثورات الحراك السلمي والجنوبي، ويجعل نفسه ناقداً لمواقف انتصرت على الاحتلال والقمع. دعواه بأن الحق لا يُنتزع بالقوة، بينما هو لم يتحرك يومًا لمواجهة من سرقوا الجنوب وفرضوا الوصاية، تُظهر تناقضاً صارخاً بين كلامه وفعل الواقع.

إن ما يسميه الحريري “إقصاءً” و”ميليشيات” ليس سوى أطر تنظيمية وقيادية تمثل إرادة الجنوب ومصالحه، بينما يظل هو نموذجاً للمتخاذلين الذين يختبئون خلف كلمات فضفاضة، عاجزين عن حماية شعبهم أو الدفاع عن مكتسباته. كل نقده المعلن لا يزيد عن محاولة لتبرير تقاعسه الطويل أمام محاولات التدمير والتهميش التي استهدفت الجنوب منذ سنوات.

"شبوة برس" تؤكد أن مثل هذه المواقف المتخاذلة، التي تأتي في وقت يحتاج الجنوب فيه إلى الثبات والحزم، لا تساوي شيئاً أمام دماء الشهداء وتضحيات المناضلين السلميين، الذين تحدوا القمع والرصاص دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم. التاريخ لن يرحم من يسفه هذه التضحيات بالكلام، ولن يسمح لأي متخاذل أن ينال من إرادة شعب دفع الأغلى من دمائه.

*- يمكن الرجوع لمقال الحرير في الأيام على الرابط: https://www.alayyam.info/article/AF5B4JJP-YT3XTB-68E9