*- شبوة برس - سيلان حنش
* قد يستغرب الكثير من اختيارنا لعنوان المقال وقناعتنا به مع احترامنا لأي راي مغاير ينطلق من تطلعات وطنية حريصة على استعادة الدولة الجنوبية بغض النظر عن تناقضات الآراء الذي لايفسد للود قضية . قراءة المشهد السياسي في المنطقة بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص وارتباطه بالمصالح والمتغيرات الدولية وبعد أكثر من عشر سنوات حرب وصراع وتدخلات إقليمية ودولية ووضع اليمن تحت البند السابع وسيطرة مليشيات الحوثي على صنعاء وهروب الشرعية اليمنية من صنعاء وتحرير الجنوب من مليشيات الحوثي وعودة الشرعية إلى الجنوب والتمدد فيه ونسيانها مهمتها الأساسية وهي العودة لترتيب صفوفها والذهاب الى تحرير صنعاء وفي المقابل تقديم خدمات للناس في المناطق المحررة .
* استغلت الشرعية اليمنية الكثير من العوامل التي ساعدت في تمكينها في الجنوب منها سماح الانتقالي لها بترتيب صفوفها من الجنوب والتداعي من كل حدب وصوب لتدشين مكونات سياسية يمنية الغرض منها إضعاف دور المجلس الانتقالي الجنوبي في أرضه وبين شعبه استغلت عمل الحكومة واضعفت ودمرت الخدمات في الجنوب وقامت بتعطيل الكثير من مقومات الدولة الجنوبية مما أضعفت وهزت ثقة الشعب في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ووضعت قيادته في حرج كبير أمام شعبه بسبب تدهور الخدمات التي انعكس سلبا" على حياة الناس المعيشية ومن العوامل التي ساعدت الشرعية اليمنية في استغلال الكثير من الأعذار والحجج ليكون الجنوب وطنا"بديلا " لها وهي استغلال سيطرة مليشيات الحوثي على المناطق الشمالية مما خلق ذرائع للتغيير الديمغرافي من خلال النزوح الكبير لمناطق الجنوب وتمكين أذرع الشرعية اليمنية في السيطرة على المؤسسات في الجنوب .
* عشر سنوات من الحرب وسيطرة مليشيات الحوثي على الشمال ساعد الحوثي والشرعية اليمنية على اللعب على مسألة الوقت والتخادم بشكل عام على محاربة المشروع الجنوبي وقيادته وإضعاف الخدمات وتفكيك التلاحم الجنوبي الجنوبي وهذا الحال إذا استمر طويلا" ستكون عواقبه كبيرة وخطيرة على المشروع الوطني الجنوبي لانه سيمكن الحوثي من السيطرة الكاملة على الشمال وسبمكن الشرعية اليمنية من البقاء في الجنوب واستمرار فشلها وتعطيلها لخدمات الناس في الجنوب وتمكين النازحين والقيام بالتغيير الديموغرافي وتمكين عناصرها في مفاصل المؤسسات الجنوبية والبقاء على الدولة العميقة وسيصل الجنوبيين إلى مرحلة من الضعف وانعدام الثقة بين الشعب والقيادة بسبب تمدد الشرعية اليمنية في الجنوب .
* لايوجد بديل لخروج الشرعية اليمنية من الجنوب غير سقوط مليشيات الحوثي في الشمال لانه بسقوط الحوثي في الشمال لن تجد الشرعية اليمنية اي عذر أو حجج تستند إليها للبقاء في الجنوب وستكون هناك ملامح واضحة للمشهد العام القادم في رسم خارطة البلد بشكل عام . سقوط الحوثي سيعمل على استقرار الشمال وذهاب الشرعية اليمنية والعودة لترتيب الشمال وسيتفرغ الجنوبيين لترتيب وضع الجنوب ويتحملوا المسؤولية في إعادة صياغة الأوضاع فيه أما حاليا وبهذه الحالة سيظل الجنوب تحت وطأة معاناة بقاء الشرعية اليمنية في التحكم بمصيره في كل شي وتأخير تطلعات الشعب في الجنوب في استعادة دولته .
* يجب على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون واضح في طرح مثل هذه القضايا المصيرية على طاولة التحالف العربي والدول الراعية للملف اليمني أن الشعب في الجنوب لن ينتظر عشرات السنين حتى تنهض الشرعية اليمنية من سباتها العميق . عشر سنوات كافية لاحتضانها في الأراضي الجنوبية وفي المقابل لم تقدم شيء ملموس أو نية صادقة للذهاب لتحرير صنعاء أو تقديم خدمات للناس في المحافظات المحررة وانما كانت جزء كبير من معاناة الشعب الجنوبي إلى اليوم . وفي الاول والاخير يجب أن يعلم الجميع أن سقوط الحوثي هو لمصلحة المنطقة العربية بشكل عام وضمان أمنها واستقرارها وان بقى الحوثي مسيطر على الشمال سيعمل على تهديد المنطقة بصورة مستمرة ولن يحل السلام دام أن الحوثي موجود . هذه هي المعادلة التي تم استنتاجها بعد عشر سنوات من الصراع والذهاب إلى المصير المجهول .
# سيلان حنش
الاثنين. 23. ديسمبر . 2024 م