كانت معاناتنا في الجنوب قاسية جدًّا على مدى سنوات العقد الأخير بلغت مستوى معاناة الناس حدًّا لا يوصف لم يكترث بحالنا أحد لا دوليا ولا إقليميًّا، إذ ظلت تلك الأطراف تفكر بمصالحها بدرجة أساسية ولم تظهر لديهم رؤية واضحة تجاه ما كان يجري على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
حتى أننا جراء تلك الوطأة في التعامل فقدنا الأمل بضمير العالم الذي تحكمه المصالح.. صيحاتنا لم تكن تجدي الأمر الذي جعل المعاناة تأخذ حدتها البالغة خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد وانهيار العملة المحلية وما ترتب على ذلك من تردي حياتي عارم ورغم أننا لم نخرج بعد من براثن ذلكم الحال إلا أن بارقة الأمل التي أتت بدعم دولي وإقليمي في تعزيز العملة المحلية ووقف تدهورها وتخفيض سعر الصرف.
خطوات لا نقول أنها أتت من تعافي اقتصادي وزيادة الموارد ولكن يمكن تعزيزها بعدد من الخطوات والمعالجات من بينها وصول المواد للبنك المركزي ومحاربة الفساد بصورة أساسية والحزم الشديد والمنظم في ضبط السوق وجعل المواطن يلمس تحسنًا ملحوظًا في معيشته ناهيك عن حالة استقرار أمني يسهم في بعث الأنشطة الاقتصادية واستثمارات الأموال وهي قضايا ليست ثانوية إطلاقًا بل تلك جوهر نجاح ما جرى من تعزيز مالي للعملة وخفض الصرف بنسبة جيدة.
الخطوة ليست أحادية بقدر ارتباطها بالكثير من المعالجات ما يدعو كافة الأجهزة للعمل بصورة تكاملية وتجاوز الكثير من العقبات التي نخشى أن تشكل حالة ارتدادية نتمنى ألا تكون.. كونها لو حدثت تخلق واقعا مأساويًّا وربما حال ميؤوس من معالجته.
بمعنى أدق توظيف ما جرى لخلق انتعاش اقتصادي يتطلب عطاء تكامليا برؤية مسبقة لكافة مؤسسات الدولة وهي مهمة ليست سهلة وفق معطيات عدة.