يتأرجح المزاج الإخواني السياسي بين حالتين قصيتين لا جسر بينهما، المحنة أو التمكين.
فإذا سقطوا أو تم قمعهم دخلوا في حالة المحنة وفسروا ما يحدث بالابتلاء الإلهي من ناحية وبالمؤامرات الكونية من ناحية أخرى.
واذا انتصروا، حتى عبر خصومهم أو أشباههم، حلقوا في حالة التمكين ورفعوا راية التمثيل الحصري للدين وللأمة وللأغلبية، وصوروا كل انتصار فتحا مبينا وكل خطوة للإمام نصرا من الله.
فما بالك وهم يعيشون اليوم حالتي المحنة والتمكين معا. يعيشون حالة المحنة مع حماس في غزة، وحالة التمكين مع الجولاني في سوريا. وبين حالتي المحنة والتمكين يعيدون انتاج كل تناقضات وخطايا الخطاب الاسلاموي الذي قاد للمحنة أكثر مما مهد للتمكين منذ بداية عصر الصحوة قبل خمسة عقود.
*- حسين الوادعي – كاتب يمني