تركيا ستغيّر تركيبة سكان سوريا الطائفية؟

2024-12-07 13:43

 

أحد أهداف هذه الحرب في سوريا، هي إعادة توزيع وخلق مجتمع سوري موالي لتركيا، وسيحدث ذلك على ثلاثة محاور:

 

الأول: استبدال العنصر الكوردي على الحدود بالعنصر السني العربي المقصود به جماعات الإخوان والقاعدة، الذين يعملون الآن للسيطرة على الحدود التركية السورية لخلق (جيب عربي) موالي لتركيا.

 

دخول عصابات الجولاني تل رفعت ضمن هذه الخطة، وهي قديمة بالمناسبة، لكنها تتجدد الآن بقوة 

 

الثاني: استبدال العنصر المسيحي المعارض لتركيا في سوريا بالعنصر السني العربي، المقصود به الإخوان والجماعات..

 

فمسيحيين سوريا خصوم للدولة التركية منذ مذابحها ضد الأرمن في القرنين 19 و 20 كذلك الموارنة الذبن سقط منهم 30 ألف شهيد في مذابح عام 1860 والتي كانت مدعومة من الخلافة العثمانية بواسطة مسلحين دروز ومسلمين.

 

وفي الغالب يجري التفاوض لنقل مسيحيين سوريا إلى لبنان لتغيير النسيج الاجتماعي للدولة اللبنانية، بهدف إعادة الغالبية مرة أخرى للعنصر المسيحي، والذي كان يشكل في لبنان في ثلاثينيات القرن 20 حوالي 70٪ من الشعب اللبناني، وانخفض حاليا الثلث تقريبا..

 

ومن ضمن مكاسب هذا التغيير إضعاف المقاومة اللبنانية، باعتبار أن هذه المقاومة تعتمد على العنصر الشيعي العربي والذي سيصبح وقتها أقل من 15٪ تقريبا..

 

الثالث: إعادة نشر وتوزيع العنصر الشيعي، فالإثنى عشرية يجري نقلهم للعراق وإيران، ويجري التفاوض لنقل العنصر العلوي للساحل في اللاذقية، بتكوين دويلة علوية ستكون ضعيفة بالطبع لفقدانها ميزة التنوع الديني المدني، والتي ستصبح هدفا للمجموعات المتطرفة بشكل مؤكد..

 

تركيا لها سابقة في هذه الأحداث، حيث عمل كمال أتاتورك على إعادة توزيع سكان تركيا واليونان عقب الحرب العالمية الأولى، وما يعرف بحروب الاستقلال التركية التي حدثت فيما بين عامي 1919و 1920

 

حيث جرى نقل مسيحيين تركيا لليونان وأرمينيا، وجرى استقدام مسلمين اليونان لتركيا، فتغيرت الطبيعة الداخلية التركية من الداخل ليختفي التنوع الديني لصالح المسلمين بنسبة 99% تقريبا، وهو وضع يشبه حالة مجتمع الخليج الفاقد لهذا التنوع الطائفي، مما يجعله أكثر تشددا بحكم العادة..

 

السؤال الآن: هل ستوافق القوى الإقليمية الحالية (إيران ومصر والسعودية) إضافة القوة الصاعدة العراق على هذه السياسة؟..وما الضرر الذي قد يلحقه التوجه الطائفي والعنصري لأردوغان على الشرق الأوسط بالكامل ؟

 

دعونا نرى..فعلى ما يبدو أن هناك مفاجآت لم تحدث، وما يجري التخطيط له هذه الساعات سيكون مفصليا في الأسابيع القادمة