ورد في الصحيحين والرواية لمسلم (قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يأبرون النخل (يُلقِّحون النخلَ) فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه، قال: لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا، فتركوه فنفضت، فذكروا ذلك له فقال: إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشئ من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشئ من رأى فإنما أنا بشر)
اولا: الروايات متضاربة فمما ورد
أَبْصَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ يُلَقِّحُونَ، فَقَالَ: " مَا لِلنَّاسِ؟ " فَقَالُوا: يُلَقِّحُونَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " لَا لِقَاحَ " أَوْ " مَا أَرَى اللِّقَاحَ شَيْئًا " ، فَتَرَكُوا اللِّقَاحَ، فَجَاءَ تَمْرُ النَّاسِ شِيصًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا لَهُ ، مَا أَنَا بِصَاحِبِ زَرْعٍ وَلَا نَخْلٍ لَقِّحُوا" قَالَ قَائِلٌ: فِيمَا رَوَيْتُمُ اضْطِرَابٌ شَدِيدٌ فَمِنْ ذَلِكَ مَا فِي حَدِيثِ طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا أَظُنُّ ذَاكَ يُغْنِي شَيْئًا" وَفِي حَدِيثَيْ عَائِشَةَ وَأَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: " لَوْ تَرَكُوهُ لَصَلُحَ" وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ "لَا لِقَاحَ أَوَمَا أَرَى اللِّقَاحَ شَيْئًا".
ثانيا: معلوم ان رسول الله ص مطيع لربه وقد قال الله له {وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡـُٔولٗا ٣٦ الاسراء} وهذا عام في امر الدنيا والاخرة
ثالثا: كان رسول الله ص اذا اخطأ في مسألة نزل القرءان ليصحح له كما في قوله تعالى {﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١ ﴾ [التحريم: 1]
رابعا:معلوم لدى كل العقلاء ان من اراد ان يجرى تجربة جديدة فانه يجريها فى بعض النخيل ثم ينظر الى النتيجة اما اضاعة المحصول بهذه السهولة فهو امر غير ممكن
خامسا: كان هناك جماعة من القصاصين مهمتهم صنع احاديث تخالف القرءان او تخالف ماصح من السنة النبوية، والحديث يهدف الى ان النبى اضاع على اهل المدينة محصولهم الاستراتيجى بفتواه هذه أى انه تسبب في كارثة اقتصادية وعكس ذلك هو الصحيح لان النبى مبارك في اقواله وافعاله ومن بركته في هذا الشان ماورد في قصة اسلام سلمان الفارسى حيث غرس النبي بيده الشريفة ثلاثمائة "ودية" وهى التى تخرج منها النخلة، يقول سلمان: حتى اجتمعت لي ثلاث مائة، فقال لي رسول الله: اذهب يا سلمان فإذا فرغت فأذني أكون معك أنا أضعها بيدي، ففقرت لها وأعانني أصحابي، حتى إذا فرغت جئته فأخبرته، فخرج رسول الله معي إليها فجعلنا نقرب له الودي ويضعه رسول الله بيده، حتى فرغنا فوالذي نفس سلمان بيده ما مات منها نخلة واحدة
فلماذا يتم اخفاء حديث سلمان ويذاع حديث تأبير النخل؟