القضية الجنوبية: استمرار النضال في وجه الإخفاقات

2024-11-15 05:49

 

إذا افترضنا جدلاً أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد عجز عن تمثيل القضية الجنوبية بالصورة المنشودة، فإن ذلك لا يعني بحال من الأحوال فشل القضية ذاتها. فالقضية الجنوبية، بجذورها العميقة وحقائقها الثابتة، تظل قوية ومشروعة، ولا تعاني من أي اعوجاج أو نقص في الحجج والمبررات والمبادئ التي تدعمها وتقوم عليها.

 

إن الفشل هنا يخص المجلس الانتقالي وحده، ولا يمس جوهر القضية التي يحملها. بل إن هذا الفشل قد يكون دافعاً للشعب الجنوبي لمواصلة نضاله، وتعزيز إصراره على تحقيق أهدافه الوطنية. فالشعب الجنوبي لن يتراجع عن قضيته العادلة، ولن يساوم على حقوقه المشروعة مهما كانت الظروف ومع ذلك، فيجب ان يعلم الذين يراهنون على فشل المجلس الانتقالي الجنوبي في تمثيل القضية الجنوبية ان ذلك  لن يدفع الشعب الجنوبي للخروج في مظاهرات سلمية للمطالبة بتحسين الخدمات المتردية ومعالجة الأزمات الاقتصادية المفتعلة، بل سيزيد من عزيمته في التمسك بالاستقلال.

 

كما انه لا يمكننا أن نلقي باللوم على المجلس الانتقالي بسبب إخفاقاته، فالفشل ليس عيباً بحد ذاته، بل هو درس يمكن أن يستفيد منه الشعب في مسيرته نحو المستقبل. إذ إن كل تجربة، سواء كانت ناجحة أو فاشلة، تحمل في طياتها دروساً قيمة تعزز من الوعي الوطني وتساعد على توحيد الصفوف.

 

ستبقى إرادة الشعب الجنوبي حاضرة، وسيتواصل نضاله لاستعادة دولته وتحقيق استقلاله المنشود. ففشل المجلس الانتقالي لن يؤثر على هذه المسيرة، بل سيزيد من عزيمة أبناء الجنوب وإصرارهم على تحقيق أهدافهم.

 

وفي الختام، يجب أن نشير إلى أن الحراك الجنوبي المطالب بالاستقلال قد وُلِد قبل ولادة المجلس الانتقالي بعقود. لذا، فإن فشل المجلس الانتقالي لن يؤثر على القضية الجنوبية ولا على عزيمة الشعب الجنوبي. فالاستقلال هو هدف الشعب، وهو غير مرهون بفشل أي تنظيم أو قيادة. ستظل القضية الجنوبية حية في قلوب أبناء الجنوب، وستستمر المسيرة حتى يتحقق الأمل المنشود.