.
مما لا شك فيه أننا لا نستطيع أن نمزق صفحات الماضي من تاريخ دولة الجنوب فهو تاريخ نقشته نبضات قلوبنا وعاشته جوارحنا وأحاسيسنا... ولن نتمكن أن نمحو صوره الراسخة في ذاكراتنا رغم قسوته، ولكن كنا ابرياء نعيش ببساطة وهناك ذكريات رائعة لا يمكن أن نتحدث عنها..... فقط نبكي على عدم قدرتنا للعودة لماضي جميل.. لان الحاضر اهلكنا واتعبنا..!
كانت لحظات مسرعة نحو المجهول اللاوعي.. أتخذ قرار الوحدة في مصير مجهول لنا..... ومعروفا للطرف الآخر ومخطط له بحنكة لا مثيل لها في مشاعرهم المتبلدة، أنت الفكر الشيوعي، وأنت من صانعيه، وأنت من تجاوزات الخطوط الحمراء مع الله، وهم من ذوي القداسة ودعاة حقوق الإنسان ، وهكذا اندفع الكثير من صنوف البشر بكل أشكالهم الثقافة، إلا مجموعة قليلة من صناع القرار يعرفون ما يدور ولكن قدرة الله كانت أعظم.
وهكذا أنت تتحرك دون إرادة وبدأت تنقسم إلى نصفين، انت بفكر، والواقع بفكر أخر، وظل هكذا واقع الإنسان منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ولكن أيضا قدرة الله كانت أعظم للمرة الثانية وسقط القناع وبدأ ذلك الإنسان المنقسم حول نفسه يتحرك إلى تصحيح الوضع بصحوة ضمير نحو الحقيقة وقد مرت ٣ عقود بين الصراعات والتجاذبات السياسية قائمة على اساس التسقيط السياسي والاغتيالات والتخريب، ومعاناة حقيقة الوحدة اليمنية وما ترتب منها من مرارة العيش والقهر
وحجم المعاناة التي عاشها الشعب الجنوبي تحت رحمة نظام تلك الدولة العميقة ..!
وقد تفيض الدموع من أعيننا حين تطأ أقدامنا بعض جراحه ومآسيه فتبدو تلك الجراح كأنها وليدة الساعة .. فلم تجف دماؤها ، ولم يتوقف نزفها ، ولم يسكن ألمها..!
المرحلة الثانية هكذا بدأت تفهم وترفض كل هذه المفردات انقضوا عليك انقضاض قطيع من الذئاب الجائعة لكي لا تفهم واستأصلوا كل من لديه وعي وفهم للواقع ومنهم من قتل ومنهم من شرد، ولازلت انت تتحمل المعاناة تلو المعاناة واخوان لك لم يدركوا شيء حتى اللحظة، وعندما بدأت تفهم انت ومن حولك وبدأت تفهم أيضا أصول اللعبة وتجيد لعبة القط والفار هنا تحولت بقدرة قادر في ليله إلى ذلك المحب لدين الله ورسوله ومن أشد المتشددين وكل ما تقوله انت ارهابي ، ولابد العالم كله يقرع في راسك طبول الحرب بشتى أشكالها، وقد بدأت ولكن ها انت قد فهمت ولابد ان تنتهي وتختفي من الوجود وتكون أثر بعد عين.
وهنا تكمن قدرة الله في ابطال السحر وانقلابه على الساحر، ونزل القناع من على وجه الجلاد واصبح يذوق في أيام قلائل وشرب من نفس الكأس على يد من اسماهم خارجين عن القانون والعرف وانتهت نهاية المجرمين على يد تلامذة له في الأمس..!
لا تبتأس أيها الإنسان أيضا للمرة الثالثة قدرة الله شئت ام ابيت وعليك أن ترى بأم عينيك وتفهم ما هو الكون وماهي مجراته ومن يديره بأحكام، وإذا أدركت ستكون العاقبة لك، وان لم تدرك ستكون انت جزء من ذلك النشاط ومرحلة من المراحل ذلك السيناريو المعد خارجيا..
وقوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى) :
ومن هذا السطور عليك أن تفهم ان القوة لله عز وجل ولا سواه وهنا إدراك مكامن ضعفك انت لا إثم فيه ولأبغي ولا ظلم ولا سطو ولا استقواء فإن الظلم يزيل النعم، لقد حولوك في الماضي من طيار إلى مزارع وراعي غنم، ومن قائد لواء إلى سواق اجرة، ومقوتي في سوق القات، ومن مهندس طيار إلى نادل مطعم، وهكذا لما تدرك ان قوتك في جمعك مع اخوتك دون شك فلابد من الإدراك بهذه القاعدة لان هي سبب تفككنا في الماضي وهي سبب تجمعنا في الحاضر..!
لابد الاستيعاب والاستفادة من الدروس الماضية لتجاوز المرحلة وعدوك يراهن على تفكك لان ضعفك في محاولة تفكيك وهذا هو المراد وبعدها يتم الانقضاض عليكم كما حدث في الماضي، هل فهمت ام ما زلت مقوقع خلف عصبيتك المتحجرة..!
يجب علينا أن نصنع الحاضر وأن نستفيد من الماضي عبرة دون البقاء متحسفسين على ما كنا عليه في الماضي فكما صنع شهداء ثورة 14 اكتوبر المجيدة صانعة الانتصار والتحرر من الاستعمار البريطاني لجنوبنا الحبيب نستطيع نحن صناعة الحاضر الذي نريده وذلك بعدم عيش دور الضحية والاكتفاء بهذا الدور بل بالاعتراف بأننا كنا السبب في جعل ارهاب الاحتلال اليمني الغاشم القاصي والداني منهم يتطاول على أبناء الجنوب،اننا نحن من سمح لهم بذلك وذلك بسبب ما نعيشه من فرقة ونزاعات فيما بيننا
إن إستعادة دولة الجنوب، في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الجنوب، ينبغي أن تكون بأقدام تشق خطاها إلى الأمام . أقدام شعارها ( على الأمام سر ) لا إلى الخلف استدر..!!
✍️ ناصر العبيدي