في 5 نوفمبر، أعلنت أحزاب يمنية يتصدرها الإخوان المسلمون، تشكيل (التكتل الوطني للأحزاب والقوى السياسية) في العاصمة عدن، برعاية من المعهد الديمقراطي الوطني الأمريكي.
وتمت تسمية رئيس الوزراء اليمني المقال ورئيس مجلس الشورى أحمد بن دغر رئيسًا للتكتل الجديد، بعد توقيع 21 حزبًا سياسيًا في مقدمتهم حزب الإصلاح الإسلامي وحزب المؤتمر الشعبي العام.
كما انضم للتكتل اتحاد الرشاد السلفي، وهو حزب يمني يقوده عبد الوهاب الحميقاني الذي صنفته الولايات المتحدة في 2013 على أنه إرهابي عالمي محدد بشكل خاص يقدم الدعم للقاعدة في جزيرة العرب.
وقال البيان النهائي للقاء الذي عقد في فندق كورال في عدن خلال 3 – 5 نوفمبر إن التكتل الجديد "يضع أولوياته لاستعادة الدولة، ومواجهة التمرد والانقلاب، والحفاظ على سيادة الجمهورية".
وحدد البيان مجموعة أهداف من بينها استعادة الدولة وإنهاء انقلاب الحوثيين، وحل قضية الجنوب ضمن إطار الحل السياسي النهائي، ومكافحة الفساد، وتحسين الاقتصاد والخدمات.
لكن رئيس التكتل نفسه أحمد بن دغر كان قد أحيل في أكتوبر 2018 للتحقيق بتهم الفساد بعد عزله من رئاسة مجلس الوزراء اليمني بقرار من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي.
ويوم الاثنين، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عدم مشاركته في تكتل الأحزاب.
وقال المتحدث الرسمي سالم ثابت العولقي: "تابع المجلس الانتقالي نشاط التكتل الذي تعمل عليه عدد من الأطراف لإعلانه، وفي هذا الصدد يؤكد المجلس الانتقالي عدم مشاركته في هذا التكتل أو الأنشطة الخاصة به".
وفي منشور على منصة إكس، قال نائب رئيس خارجية المجلس أنيس الشرفي: "قدم المجلس الانتقالي الجنوبي دعمه الكامل لكل جهد يساهم في تحرير الشمال، ومن هذا المنطلق سمح لانعقاد لقاء الأحزاب في عدن".
لكن الشرفي حذر من "أي محاولة لحرف بوصلة الحرب باتجاه عدن والجنوب، وتجاوز الخطوط الحمراء لشعب الجنوب وقضيته ومشروعه الوطني".
ورغم معارضة المجلس الانتقالي لهذا التكتل، إلا أن قواته أمنت وصول الشخصيات السياسية والدبلوماسية إلى مكان الإشهار.
وكان الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي قد شارك في لقاءات استمرين ليومين في 28، 29 أبريل الماضي شملت مسؤولين من الأحزاب اليمنية، برعاية المعهد الديمقراطي الأمريكي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
لكن في 1 مايو، أوضحت رئاسة المجلس الانتقالي أن مشاركة الجعدي كانت بتكليف رسمي.
وإلى جانب المجلس الانتقالي، أعلن مؤتمر حضرموت الجامع، الذي يعد أهم مكون سياسي في حضرموت، رفضه القاطع للمشاركة في هذا التكتل أو التوقيع عليه. ونشر بيانًا على حسابه الرسمي في فيسبوك قال فيه إن "المشاركة في هذا التكتل لم تكن على أسس سليمة".
وأصدرت أحزاب أخرى في الجنوب مثل حزب الرابطة، واللجنة التحضيرية لمؤتمر شبوة الشامل، بيانات أعلنت فيها رفض تكتل الأحزاب اليمنية أو المشاركة فيه.
وتعبيرًا عن غضبهم، تجمع عشرات المحتجين اليوم أمام فندق كورال لرفض تشكيل تكتل الأحزاب اليمنية في عدن. وطالب بعضهم برحيل الأحزاب إلى صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وتساءل مراقبون عن أسباب تشكيل هذا التكتل، والأهداف الأمريكية منه، وما إذا كان مرتبطًا بترتيبات وخطط أمريكية بشأن الحوثيين أو تشكيل ضغط سياسي عليهم.
محاولة فاشلة
وأكدت مدير إدارة المرأة والطفل بتنفيذية انتقالي حضرموت، الأستاذة ناهد أحمد بلعلا، أن المعهد الديمقراطي الأمريكي يبحث عن دور في اليمن.
وأضافت "للصوت الجنوبي": "على الأرجح، لقد وجد ضالته في هذه الكيانات التي تبحث بدورها عن وظيفة تبرر وجودها في المواقع الحكومية".
وأوضحت أن هناك تحالفات عديدة تشكلت في السابق، وكانت جميعها مجرد غطاء للأحزاب الكبيرة، حيث تندمج مع الأحزاب الصغيرة أو الكرتونية، ما يسمح بتمرير صفقات لم تتجاوز في الماضي المحاصصة وتوزيع المناصب".
وترى بلعلا أن "هذا التكتل لا قيمة له، ولن تغير خطوة تشكيله من الأحداث الجارية".
موقف المجلس الانتقالي
وطالب المحلل السياسي الجنوبي سالم السيباني المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تفعيل دور التثقيف بشكل مكثف لتعريف شعب الجنوب بالخطط الكيدية التي تنتهجها النخب الشمالية.
وقال "للصوت الجنوبي": "يجب على المجلس الانتقالي يحذر ويحذر شعبه من نوايا تلك القوى الإرهابية التي تتربص بالجنوب".
وأردف: "على المدى القريب، قد لا تشكل هذه الأحزاب تهديدًا كبيرًا، لكن على المدى البعيد، قد تهيئ نفسها لتكون قوة سياسية مؤثرة، رغم أن أهدافها معروفة للجميع ولا تحظى بأي شعبية".
*- شبوة برس – عين الجنوب