العداء والكراهية للخليج، وخصوصاً للسعودية، ثقافة عامة راسخة في اليمن الشمالي، تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، وتغرسها الدولة والقبيلة والأسرة والثقافة العامة.
السؤال هو: لماذا؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب دراسات عميقة وشاملة.
بعد عاصفة الحزم، انضم الكثير من أبناء الشمال للحوثيين ليس حباً في الجماعة، بل تعبيراً عن عداء متأصل تجاه الخليج والسعودية.
في عام 1990، كانت اليمن الشمالي الدولة الوحيدة التي تظاهر شعبها بملايينه يومياً دعماً لغزو العراق للكويت، وطالب صدام حسين بقصف السعودية بشعار “بالكيماوي يا صدام”. هذا الموقف كان رسميًا وشعبيًا، رغم أن الدولة كانت تعتمد على مساعدات الكويت ودول الخليج. ولكن الموقف عبر عن ثقافة عامة سائدة.
هذه الحقائق ينبغي أن تكون في وعي جنود وضباط التحالف على الأرض. الفارق الواضح بين الشمال والجنوب، الذي برز جلياً في 2015 خلال معارك التحرير، حيث كان موقف الشعب في الجنوب حاسماً وساهم في تحقيق التحرير، بينما اختار الكثيرون في الشمال الصمود بجانب الحوثيين.
المشهد المترسخ منذ 2015 يعكس تلك الحقائق
حقائق التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا التي لا يمكن تجاوزها، فالتاريخ يعيد نفسه بطبيعته، ومن تجاهلها كانت عاملا حاسما في فشله وخسارة معاركة وسوء سياساته.