في ذكرى حرب أكتوبر1973.. هاحكي لكم حكاية

2024-10-06 21:48

 

سنة 1970 وردا على العمليات المصرية في حرب الاستنزاف، قررت إسرائيل تصعيد الهجمات ضد المدنيين المصريين..

حرفيا مدن القناة والشرقية والعاصمة كانت تتحول لغزة كما نراها الآن

استهداف لكل مقومات الحياة المدنية، مثلما نراه الآن بالضبط، عادة الصهيوني في الانتقام الوقح من خسائره العسكرية فيشرع فورا من الانتقام من المدنيين والسكان..

 

في هذا العام فبراير 1970 قصفت إسرائيل مصنع أبو زعبل وقتلت عشرات الشهداء كلهم من العمال والموظفين..

في إبريل 1970 قصفت إسرائيل مدرسة بحر البقر الابتدائية في الشرقية، وقتلت عشرات الشهداء من الأطفال..

مدن القناة الثلاثة (بور سعيد والإسماعيلية والسويس) تحولت لمدن أشباح حيث تم تهجير أهلها لمناطق في الوادي والدلتا..

 

دفع هذا القيادة المصرية – ممثلة في الرئيس عبدالناصر - للاستغاثة بالاتحاد السوفيتي، وبالفعل جاء السوفييت لعلاقتهم الجيدة بناصر، وطرحت فكرة بناء (حائط الصواريخ) غرب القناة لمنع الطائرات الإسرائيلية من إحداث هذه المجازر مرة أخرى، واستجاب السوفييت وزودوا مصر بصواريخ (سام) وهي أحدث ما كان في الجيش السوفيتي من وسائل دفاع جوي متقدمة ضد القوات الأمريكية..

 

تم بناء حائط الصواريخ المصري في 40 يوم فقط، ودخل الخدمة، ومع أول امتحان للحائط أسقط 12 طائرة فانتوم وسكاي هوك، وهي أحدث طائرات في العالم وقتها، وكانت عصب القوات الجوية الأمريكية في فيتنام، فكان حدثا غير مسبوق، حيث لم يحدث أن أسقطت مصر أي طائرة صهيونية منذ عام 1967 والذي كان يحدث وقتها استخدام بطاريات مدفعية للسلاح الجوي مهمتها (تطفيش) طائرات العدو فقط لا إسقاطها..

 

هذا الحدث كان مؤثرا للغاية في تاريخ الصراع العربي والمصري ضد إسرائيل، دفع الولايات المتحدة لنجدة حليفها فورا بإرسال وزير خارجيتها "ويليام روجرز" لإقناع مصر بوقف إطلاق النار، لأن مصر وقتها كانت تتفوق، فهي كانت تقصف إسرائيل في سيناء بحرب الاستنزاف، وفي ذات الوقت إسرائيل كانت أضعف ولم تكن لديها القدرة على الانتقام..

 

وافقت مصر على المبادرة، وسميت (مبادرة روجرز) التي ارتبطت تاريخيا بحائط الصواريخ، وكانت سببا أساسيا في انتهاج سياسة مختلفة مع مصر، والتوقف عن انتهاك أجواءها..وتم تنفيذ وقف إطلاق النار في 8 أغسطس 1970 ليعلن رسميا نهاية حرب الاستنزاف..

 

أذكر أن حائط الصواريخ المصري لم يُبنى بسهولة، والوثائق تقول باستشهاد العشرات من عمال البناء أثناء تنفيذه غرب القناة، فعن طريق الجواسيس والدعم الأمريكي كان الصهاينة يكشفون أماكن بناء الحائط فيرسلون الفانتوم لقصفه..

 

الشاهد: أن الاتحاد السوفيتي كان يرى مصر حليفا موثوقا فيه، لذلك زودها بأحدث أسلحته الدفاعية والهجومية، وهي الأسلحة التي ساعدت مصر في استرداد أرضها، طائرة الميج 21 وقتها كانت أحدث طائرة سوفيتية، أرسلها الروس إلى مصر عقب النكسة فورا لتعويض خسائرها من الطيران المفقود..وهي كانت عصب الطيران المصري في حرب التحرير، وأثبتت تفوقها على الفانتوم في أشهر معارك القرن الجوية وهي معركة المنصورة في 14 أكتوبر 1973

 

حاليا مصر تعاني في تحديث قواتها الجوية والدفاعية بسبب الصلف الأمريكي والفيتو الإسرائيلي، وهذا يحدث لأول مرة منذ كامب ديفيد، فالرئيس مبارك نجح في الثمانينات بالحصول على إف 16 جيل ثالث ، وهو النوع الذي كان متوفرا عند إسرائيل..

 

لكن الإدارات الأمريكية مؤخرا زودت إسرائيل بطائرات جيل رابع من طراز إف 15و 16 ثم جيل خامس إف 35 بينما رفضت الولايات المتحدة تزويد مصر بالجيل الرابع، فلجأت مصر إلى فرنسا لتحصل على الرافال جيل رابع، والاتفاق مع روسيا للحصول على السوخوي 35 جيل رابع، والصين جي 10 جيل رابع، لكن الولايات المتحدة أيضا عارضت شراء السوخوي وهددت مصر بالعقوبات، وحتى الآن لم تبد موقفا تجاه الجي 10، لكن المؤكد أنه لو حاولت مصر الحصول على الشبحي جيل خامس سترفض الولايات المتحدة بضغط من إسرائيل.

 

ولولا فكر السادات بالاعتماد كليا على أمريكا ما حدث هذا كله، ولأصبحت مصر تمتلك أحدث سلاح في العالم، وما تجرأ أي مجرم حرب صهيوني لتهديد مصر كما يحدث الآن بدعوى أن مصر تساعد حماس، أو الإشارة بعبء اتفاقية السلام على الصهيونية بشكل عام.