قراءة في إستراتيجات نعوم تشومسكي للسيطرة على الشعوب

2024-10-01 22:36
قراءة في إستراتيجات نعوم تشومسكي للسيطرة على الشعوب
شبوه برس - خـاص - عتـــق

 

هل تطبق علينا إستراتيجات تسومسكي؟

 

*- شبوة برس – عبدالله سعيد القروة

الفيلسوف الأمريكي اليهودي نعوم تشومسكي يصنف بانه (أبرز مثقفي العالم)، له العديد من المؤلفات في مختلف المجالات ويعد معارض للسياسات الأمريكية من وجهة نظر فلسفيه فقد كتب عن مقتل أسامة بن لادن مايلي (ربما علينا أن نسأل أنفسنا حول ردة فعلنا لو هبطت القوات العراقية في مجمع جورج بوش واغتالته ومن ثم ألقت جثته في المحيط. وبشكل غير قابل للنقاش فإن جرائم بوش تتجاوز إلى حد كبير ماقام به بن لادن، ولكنه ليس حتى 'مشتبه به' بل 'صانع القرار' الذي يقوم 'بإصدار الأوامر لارتكاب الجريمة الدولية العظمى والتي لاتختلف عن أي حرب أخرى سوى أنها تحتوي في داخلها على الشر المتراكم بكامل هيئته' (نقلاً عن محكمة نورمبرغ) ففي حين يتم قتل المجرمين النازيين فإن هناك مئات الآلاف من القتلى، الملايين من اللاجئين، تدمير جزء كبير من البلاد والصراع الطائفي المرير الذي انتشر في بقية المنطقة.).

هذا جزء بسيط من كتابات تسومسكي وتدل على ثقافة واسعة وإلمام بكثير من مجاهل الفلسفة وخبايا السياسة وسبر غور النفس من وجهة نظر فلسفيه.

وقد كتب كتيب أسماه (عشر استراتيجيات للسيطرة على الشعوب) نقراء فيها مايلي :

كتب تشومسكي عشر خطوات للسيطرة على الشعوب بالتدرج.

الأولى : سياسة الإلهاء تتمثل في اغراق الشعب في الإلهاءات والتفاهة والترفيه بحيث يصبح الشعب منشغلا ولا يجد وقت للتفكير في مصالحه بمعنى انه يصبح قطيعا يسهل ادخاله الحضيرة بسهولة.

الثانية: افتعال المشاكل وتشجيع العنف الحضري والقيام بتفجيرات دامية حتى يضج الشعب ويطالب بإيجاد حلول تمنع ذلك، وكذا افتعال ازمة مالية حادة حتى يتم التراجع عن المطالبة بالحقوق وقبول تردي الخدمات العامة.

الثالثة : التدرج : من اجل قبول اي اجراء او قرار مخالف لحقوق الشعب يتم تنفيذه بالتدرج خلال فترة تصل الى 10 سنوات، وقد اعتمدت هذه الطريقة اقتصاديا في ثمانيمات وتسعينات القرن الماضي حتى وصل الفرد من الشعب الى القبول براتب لا يضمن العيش الكريم.

الرابعة : المؤجل : هذه الطريقة يتم اللجوء اليها من اجل تنفيذ القرارات والإجراءات المكروهة وتقديمها كدواء مؤلم لكنه ضروري وبذلك يقبل الشعب تطبيق اي شيء مستقبلاً عندما يكون تطبيقه مستحيلا في حينه لأن الشعب يعتقد ان كل شيء سيكون افضل في المستقبل.

الخامسة : استغلال الإعلام في مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال والهائه بالتفاهة، وكلما استخدم هذا الأسلوب زادت نسبة التخلف الذهني والفكري ويسهل تمرير أي شيء بسهولة.

السادسة : استثمار العاطفة وتعطيل الفكر : هذه تقنية كلاسيكية لتعطيل الحس النقدي للأشخاص والتصرفات الضارة بمصالح الشعب ويصبح الشعب في مرحلة اللا وعي وتتم برمجة تفكيره برغبات ومخاوف ونزعات يتم تحديدها من الطرف المسيطر.

السابعة : التجهيل الممنهج : يكون الشعب غير قادر على فهم الطرق المستعملة في استعباده والتحكم به من خلال نوعية التعليم الرديء وتعمد تجهيل الطبقات السفلى بحيث تتسع الفجوة بين طبقة الحكام "العلياء" وعامة الشعب "السفلى".

الثامنة : تشجيع الشعب على استحسان كل ماهو رديء : بمعنى تشجيعه على ان يقبل بأن يكون غبيا جاهلا همجيا من خلال ماتقدم من إستراتيجات.

التاسعة : زرع الإحساس بالذنب : يظن الفرد انه المسئول عن تعاسته وانه السبب في كل ما يحصل له ويصرف النظر عن المتسبب في تعاسته ويقضي على بذرة الثورة بداخله.

العاشرة : معرفة الفرد اكثر مما يعرف نفسه : احدثت التطورات التكنولوجية قفزة هائلة في علوم بيولوجيا الأعصاب وعلم النفس التطبيقي بحيث يصبح المسيطر يعرف عن الفرد اكثر مما يعرفه الفرد عن نفسه وبذلك يسهل اقتياده والسيطرة عليه.

هذه الإستراتيجيات العشر نعتقد أنها تطبق علينا اليوم، فمن خلال قراءتها نرى انها صورة طبق الأصل لما نعيشه اليوم من الهاءات وتجهيل وتحسين الرداءة واستغلال الإعلام المضلل واشغال الشعب بالتفاهة في الوقت الذي وصل فيه المواطن الى العجز عن توفير قوت يوم لأسرته، وكذلك تردي الخدمات وانتشار الفساد المالي والإداري وتشجيع الفاسدين وتسليمهم قيادة الشعب...! كل هذه اعتقد إنها تطبيق حرفي الاستراتيجيات تشومسكي للسيطرة علينا.

وبالنظر الى عالمنا العربي نرى بعض الأساليب التي عرضناها تطبق انما لكل بلد ظروف ولك شعب اسلوب في التعامل معه.

ختاما / بعد ان قرأنا لتشومسكي وغيره عرفنا اننا نقاد ولا نقود واننا اتباع ولسنا قادة وأن مجتمعاتنا غارقة في التفاهة وأن العقل العربي مغيب عمداً.

هكذا جعلونا نعيش كالقطعان يسيروننا حيث يريدون ويدخلونا الحضيرة وقت ما يشاؤون لأننا شعوب لا تقرأ وإن قرأت لا تفهم وإن فهمت تغلب مصالحها الشخصية على مصالح الأمة..

يا أمة..

عبدالله سعيد القروة

1 اكتوبر 2024م