ليس هناك ما يبعث على الأمل الكبير أكثر من وصول صوت شعبنا إلى أروقة مركز القرار الدولي ومرجعية الدبلوماسية الدولية؛ عبر حضور رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي؛ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ( المؤقت ) اللواء عيدروس قاسم الزبيدي؛ لإجتماع مجلس الأمن الدولي الذي كرس لمناقشة عدد من القضايا الدولية الهامة.
فهذا الحضور له مغزاه ودلالاته وعلى أكثر من صعيد وبأكثر من إتجاه – داخلياً وخارجيا – ناهيك عن التأكيد الصريح والواضح بتمسك المجلس الانتقالي بقضية شعب الجنوب الوطنية وبالإطار التفاوضي الخاص بها؛ إنها خطوة فاتحة لما بعدها من االأبواب التي يطرقها المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ ويكرس جهوده السياسية والدبلوماسية وبهمة وثبات؛ رغم كل التعقيدات والعقبات التي يضعها في طريقه أعداء شعب الجنوب وقضيته.
ورغم الكم الهائل من حملات التضليل والتشكيك بقدراته على المضي قدمًا في تحقيق أهداف شعبنا الوطنية؛ بل وذهبت بعض الأطراف بعيدًا في إستهدافه عبر محاولات عزل حاضنته الوطنية والشعبية وبكل الطرق والوسائل؛ بما فيها وأولها المال السياسي؛ ومع كل ذلك تثبت لنا الوقائع بأن الانتقالي يمضي من خطوة إلى أخرى؛ ويراكم بوعي كل شروط وعوامل النجاح؛ ومتجاوزًا الكثير من المطبات وعوامل الإحباط واليأس التي يراد له الوقوع فيها؛ ويكمن السر الكبير في ذلك بأنه متمسكًا بقوة وإصرار على حق الجنوب في استعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة.
وهذا بالضبط ما يجعل شعبنا ملتفًا حوله ومؤيدًا له رغم كل الملاحظات النقدية الجادة الموجهة لبعض سياساته وخطواته التي يطالبه فيها بضرورة التصويب والتصحيح؛ ضمانًا للنجاح والتقدم على طريق الخلاص الوطني؛ ولن يفلح المتآمرون والمشككون ومعهم كل المتخاذلين؛ من ثني شعبنا عن مواصلة كفاحه الوطني حتى يحقق أهدافه الوطنية؛ ويضع قدميه بثبات على طريق المستقبل الذي يليق به وبتضحياته العظيمة وتاريخه المجيد.