أبعدوا روّاد التزييف والتملق.

جميع الشعوب تفتخر بإنجازات أبنائها وتمتدح صفاتهم الشخصية وإبداعاتهم السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية الجيدة وتجعل منهم أنموذجات ملهمة للنجاح والإستقامة، لكنها لا تذهب بعيدا في إسقاط الأفعال الخارقة عليهم ولا تنحو إلى التملق والمجاهرة به علنا. 

ما يجب أن يدركه أصحاب التفخيم والتعظيم لبعض القادة السياسيين والعسكريين أن ما يقومون به هو خيانة لشعبهم وتوجيه سلاح الإعلام إلى الوجهة الخطأ في وقت يعيش مجتمعهم ويغرق في المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية لأن ذلك عملا يرقى إلى التآمر، يضع حياة أجيال بِرُمَّتها في مهب الفوضى وينتج عنه الاعتماد على أوهام مركبة، في الوقت الذي لم نر من هؤلاء القادة أي أعمال مفيدة أو إجراءات صارمة لمعالجة الأسباب الحقيقية للفقر والفساد وغياب الأمن في مجتمعنا الجنوبي.

عصر التزييف العميق هذا لواقع بائس صنع فئات أدمنت أو احترفت مهنته في مواقع التواصل الاجتماعي، غير مدركين إنهم إلى زوال هم وعصرهم ومن يمجدون، ومعاركهم الهادفة إلى توجيه العامة على تبني آرائهم السياسية وقناعاتهم للاصطفاف خلف قيادات سياسية وعسكرية فاشلة وانتهازية تسللت إلى جسد القضية الجنوبية من الأبواب الخلفية وعبر الكواليس المظلمة لن يكون جزءا من مستقبل الجنوب.

د. حسين لقور #بن_عيدان