رغم أن الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن الجنوبي وطارق عفاش قائد المقاومة الوطنية اليمنية ورئيس مكتبها السياسي هما أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي إلا أن اللقاء الذي جمعهما في دولة الإمارات العربية المتحدة لايأخذ صفة اللقاء الودي للتباحث في مسائل أو مشكلات سياسية وعسكرية واقتصادية تجمعها وحدة الهدف أو الدولة أو النضال الوطني ، بل أن اللقاء قد أتخذ صفة الانتقالي كطرف يمثل قضية الجنوب وشعبه ، والمقاومة الوطنية اليمنية كطرف تتطلع أن تكون ممثلة لقضية اليمن وشعبه للرقعة الجغرافية المسيطر عليها جماعة الحوثي .
بما أن الطرفان تدعمهم دولة الإمارات العربية المتحدة لهذا كان من اللازم أن يبين كل طرف هدفه ووجهته النضالية حتى يتجنبا الصدام العسكري مستقبلا ، وحتى لا تقع دولة الإمارات في فخ أنها تدعم طرفين هم في الاساس أعداء لبعض ، لهذا وتحت رعاية إماراتية وبترتيب منها كان لقاء الانتقالي الجنوبي مع المقاومة الوطنية اليمنية .
بهذا اللقاء وبلقاءات آخرى ستتكرر خلال الشهور القادمة تجمع الطرفين فيها سيتفق الطرفان على أن الحوثي عدو مشترك للطرفين ، وأيضا فيها ستحدد المقاومة الوطنية اليمنية هدفها النضالي وهو السيطرة العسكرية والسياسية على جغرافية الجمهورية العربية اليمنية ، وفيها أيضا سيسعى الانتقالي الجنوبي المسيطر عسكريا على أرض دولة الجنوب إلى التطلع لكسب الاعتراف الإقليمي والدولي بدولة الجنوب المستقلة ، وستكون دولة الإمارات والمقاومة الوطنية اليمنية أول المعترفين فيها ، كل هذه الأشياء سيتم الاتفاق عليها باللقاءات التي جرت والتي ستجري بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية اليمنية برعاية إماراتية .
سعي الانتقالي إلى كسب الاعتراف الإقليمي والدولي بدولة الجنوب المستقلة لن يتقيد بتحرير اليمن من المليشيات الحوثية وسيطرة المقاومة الوطنية اليمنية ، بل سيكون في الوقت المناسب الذي فيه يرى الانتقالي الجنوبي نضوج كامل الظروف الموضوعية والذاتية للثورة الجنوبية ، ولن يحتاج الانتقالي من أجل تحقيق ذلك إلى التحالف مع مقاومة طارق عفاش ، لكن الانتقالي الجنوبي ومايجرية اليوم من لقاءات مع مقاومة طارق هو من أجل أعطاء فرصة لها في استغلال تحالفها مع الانتقالي للمسارعة في توجيه قواتها نحو تحرير اليمن من الحوثي ، هذه الفرصة التي أعطيت لطارق هي رغبة إماراتية للقضاء على الميليشيات الحوثية وخطرها على كامل دول المنطقة العربية يقابلها دعم إماراتي للانتقالي الجنوبي في سعيه نحو كسب الاعتراف الدولي بدولة الجنوب المستقلة ، والعمل على أرساء استقرار دولتين يسودهما التعايش السلمي الأخوي دولة في الجنوب ودولة في اليمن معترف بهما دوليا وكل دولة معترفة بالآخرى .
الانتقالي الجنوبي وهو يجري هذه اللقاءات مع المقاومة الوطنية اليمنية بكل تأكيد أنه سيأخذ في حسبانه الحذر والعبرة من جميع اتفاقيات الجنوب مع أبناء اليمن السابقة التي سبق وتم نقض عهودها والتزاماتها من الجانب اليمني الذين عملوا على الخيانة والغدر بالطرف الجنوبي .
عادل العبيدي