يالها من فتاة جميلة ذات غنج ودلال وأدب وأخلاق ، ويا لكرمها وجودها الذي لا ينقطع ، ويا لكثرة عشاقها الكذابون الذين يفرحون بالتهم ، والذين لا ينظرون إلى جمالها وغنجها ودلالها وأدبها وأخلاقها ، ولكن ينظرون فقط إلى كنوزها وثرواتها وخيراتها المادية ليستولوا عليها .
مسكينة تلك الفتاة الجميلة ، التي يعمل أولئك القوادون من أهلها ، بوصفها بابدع الكلمات المنظومة والمنثورة ، ويعملون على إبراز صور جمالها وغنجها ودلالها وأخلاقها وأدبها ، لبيعها في سوق الدعارة لأولئك العشاق الكذابون ، والذين لا يعشقون جمالها وغنجها ودلالها وادبها وأخلاقها ، وإنما يعشقون كنوزها وثرواتها وخيراتها المادية .
إن أولئك القوادون يوعدونها بنقلها من الجحيم إلى الجنة ، وجعلها تتفوق حتى على بنات الحور في الجنة، من حيث الأمن والصحة والرزق ، ويوعدونها بنهر من لبن ونهر من خمر ونهر من وعسل مصفى ، وكل تلك الوعود لم تكن إلا صورة عن وعد عرقوب ، ولكنهم يوعدونها بها ، من أجل تحسين صور أولئك العشاق الكذابون في نظرها .
إن تلك الفتاة الجميلة تعلم كذب وعود أولئك القوادون ، وتعلم إن أولئك العشاق الكذابون لا يعشقون فيها ، ولكنهم يعشقون كنوزها وثرواتها وخيراتها المادية ، ولكنها تقول لأولئك القوادون والعشاق الكذابون ، ما قاله الشيخ محمد بن حمد بن طالب الخليفي ، قبيل إستقلال الجنوب عن بريطانيا :
( قالت خديجة ما تبا الزوج الغني
قالت تبا إلا أحمد غني ولا فقير
باقي حد عشر شهر يا هل المعرفة
والعالم الله كيف تالية المصير )