معركة أبناء حضرموت في مواجهة العبث بمطالبهم

2024-08-23 22:15

 

تشهد محافظة حضرموت الجنوبية غليانًا سياسيًا غير مسبوق، حيث تتصارع قوى متعددة على النفوذ والثروات. فبين مطالب شعبية عارمة من أبناء حضرموت بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى واستبدالها بقوات النخبة الحضرمية الجنوبية، وبين تمسك جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، المصنفة على لائحة الإرهاب، بالاستحواذ على الثروات النفطية.

 

في هذا التقرير، سنقوم بتحليل عميق لموقف حضرموت والانتقالي الجنوبي، مع التركيز على الأسباب الكامنة وراء هذا الموقف وتداعياته على المستقبل.

 

جذور الخلاف:

على مدى عقود، تعرض أبناء حضرموت لعمليات استغلال ونهب مستمر من قوى الاحتلال اليمني، التي استنزفت ثرواتهم دون أي اعتبار لحقوقهم أو احتياجاتهم الأساسية. 

هذا الاستغلال المتواصل، الذي استمر لثلاثة عقود، يفسر بوضوح مشاعر الظلم التي تدفع الحضارم اليوم للمطالبة بإخراج القوات اليمنية من الوادي وإدارة ثرواتهم بأنفسهم، ويتمسك الحضارم بأن تكون حضرموت جزءًا لا يتجزأ من دولة الجنوب العربي المنشودة.

 

في الوقت الراهن، يعاني وادي حضرموت من وطأة الاحتلال اليمني الذي جلب الفساد ونهب الموارد، مما دفع أبناء حضرموت إلى اتخاذ خطوات جادة للمطالبة برحيل قوات الاحتلال، هذه التصرفات الحمقاء من قبل الاحتلال لم تؤدِ إلا إلى تفاقم الأزمات  وزيادة مشاعر الاستياء.

 

علاوة على ذلك، تلعب التدخلات الخارجية دورًا كبيرًا في تعقيد الأزمة البلاد، حيث تسعى بعض القوى الإقليمية والدولية لاستغلال الخلافات الداخلية لمصالحها الخاصة، مما يزيد من تعقيد الوضع في حضرموت.

 

يرى الحضارم أن دولة الجنوب الفيدرالية هو الحل الأنسب لمشاكلهم، مع ضرورة تولي قوات النخبة الحضرمية مسؤولية الأمن وإدارة شؤونهم المحلية. 

هذا الحل من شأنه أن يمكنهم من حماية ثرواتهم واستعادة السيطرة على مصيرهم. في المقابل، يرفض الحضارم الانخراط في أي مشاريع يمنية يعتبرونها مجرد أدوات لاستنزاف ثرواتهم، ويشددون على هويتهم الجنوبية ويرفضون أي محاولة لضمهم إلى الشمال.

 

موقف الانتقالي الجنوبي: 

يقدم الانتقالي الجنوبي دعمًا كاملًا للمطالب الحضرمية، مؤكدًا أن هذه المطالب تشكل جزءًا أساسيًا من قضية شعب الجنوب. 

يرى الانتقالي أن حقوق حضرموت في إدارة شؤونها المحلية والحفاظ على ثرواتها تتماشى مع أهداف الجنوب العربي الأوسع، والتي تسعى إلى تحقيق الاستقلال الكامل والعدالة لجميع مناطق الجنوب. 

ويعتبر الانتقالي أن دعم مطالب حضرموت ليس فقط واجبًا سياسيًا، بل هو أيضًا واجب وطني.

 

*- شبوة برس – عين الجنوب