الحرب التى تدور رحاها حاليا، انما تدور من منطلق دينى، فاليهود يرون انهم يجهزون الارض الفلسطينية التى يسمونها ارض الميعاد لاستقبال المسيح عليه السلام، ويعاونهم على ذلك جماعة من المسيحيين لانهم سيكونون سعداء حين يرون ربهم الذى يعبدونه وقد نزل من السماء، وعلى نفس هذا النسق نجد جمهور السنة والشيعة ايضا ينتظرون المسيح واخترعوا لذلك روايات واول من وضعها كعب الاحبار
وحتى تعلم حقائق الامور، فان بنى اسرائيل كانوا بالفعل ينتظرون المسيح المخلص، فلما ارسله الله اليهم كذبوه، بل تمالئوا على قتله، وادعو انه ليس المسيح المبشر به والمنتظر، ومن هنا فقد اتهموا امه الطاهرة بالبهتان واصدروا فتوى بصلب المسيح وقتله لانه يدعى انه رسول الله
وفى شريعتنا معشر المسلمين ان الله سبحانه وتعالى نجى المسيح منهم ، ﴿وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا ١٥٧ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ١٥٨ ﴾ [النساء: 157-158]فربما ظنوا انه مات متأثرا بالصلب فى حين ان الله كان قد توفاه ورفعه اليه اى نجاه منهم، فلم يشعر بصلب ولا بقتل،
وحتى يبرئ اليهود ساحتهم قالوا: ان الذى قتلناه وصلبناه المسيح الكذاب، اما المسيح الصادق ــ يقصدون المسيح بن داود ــ فانه سياتى فى آخر الزمان وسنكون من ناصريه، فكان من خيبة جماعة من اليهود ومن النصارى ومن المسلمين ان صدقوا تلك الاكذوبة، فاذا بمن صدقوهم يمدونهم بالاسلحة حتى يهيؤا الارض ــ ارض بيت المقدس ــ لاستقبال المسيح
وجهلة المسلمين ايضا ينتظرون المسيح زاعمين انه سينزل بالمنارة الشرقية بدمشق، فبنوا امية حينما وضعوا الحديث كان ولابد ان ينزلوه بارض الخلافة وليس بمكة او المدينة او بيت المقدس
ومع وضوح القرءان{﴿وَإِذۡ قَالَ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم مُّصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَمُبَشِّرَۢا بِرَسُولٖ يَأۡتِي مِنۢ بَعۡدِي ٱسۡمُهُۥٓ أَحۡمَدُۖ فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ قَالُواْ هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ ٦ ﴾ [الصف: 6] إلا ان جمهور المسلمين زعموا ان المسيح سياتى بعد نبينا، ومع ان الله قد قال عن نبيهم{﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا ٤٠﴾ [الأحزاب: 40] الا انهم زعموا ان النبوة ستختم بالمسيح كما هى عقيدة اليهود والنصارى
وعموما: ان عاد المسيح فإما ان يكون نبيا او غير نبى، فان كان نبيا فلانبى بعد نبينا، وان كان غير نبى فان الانبياء لايعزلون