في ظرف تاريخي من هذا النوع الذي تعيشه حضرموت نحتاج إلى هذا الزخم القبلي ونحتاج الى الوقفة الجادة في كل هضبة و ربوة ..
لأن الأساليب الحضارية التي كنا نعتقد بأنها ناجعة لفرض ارادة الشعوب وانتزاع حقوقها المشروعة من حكوماتها الفاسدة اللئيمة لم تعد إلا كذبة تداولها السياسيون الحاذقون لتمرير فسادهم ومخططات استحواذهم الأرعن على الثروة ، غير اننا نعلم ان بين قياداتنا القبلية والإجتماعية من هو يهدف إلى مصالح شخصية وفئوية على طريقة ( من حصّل العافية لطم بها صدره ) ولكن تظل الحشود الشعبية القبلية المتنوعة ويقظتها هي ترمومتر المراقبة الكفيلة بكشف كل ماهو تحت الغدر ، على ان مثل هذا الظرف الساخن يحتاج الى نضج فكري عالي الجودة والى افساح القبول بالآخر في اوسع مدى حتى نؤكد توحيد كلمتنا الحضرمية و نعزز لحمتنا الإجتماعية التي نحن جميعاً شركاء في انجاز عناوينها و مشهدها الحضاري بكل تفاصيله فلا مجال لإستحواذ نفر دون نفر على زمام القرارات او الإدعاء بإحتكار الولاء لحضرموت دون غيرهم لأن اليد الواحدة لاتصفق ..
واذا كانت حضرموت في الماضي الجنوبي البعيد والحاضر الشمالي البغيض قد دأبت على تسليم امرها لحكومات مركزية في عدن وصنعاء استهلكت خيراتها في لاجدوى النهوض بها و لم تحقق ابسط متطلباتها - مع فارق نُسٓب الإستحواذ والإستهلاك لثرواتها بين الجنوب والشمال - وذلك بعد تفتيت بنيتها القبلية وتفريغ شحناتها و تبوأ اصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة ( صيادين وفلاحين والعمال والبروليتاريا الرثّة ) مقاليد الحكم في البلاد ايام الجنوب اليمني ثم استسلمت حضرموت بكل وجاهاتها القبلية والإجتماعية في لحظة انتقام تاريخية لكل اجندات الشمال وجاء الدحابشة من كل حدب وصوب ونهبوا كل مافيها بأنانية شنيعة لم نشهدها في عهد اليمن الجنوبي ، فإن حضرموت اليوم بوقفة رجالاتها الصامدة في هضبة حضرموت بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش واخوانه اعضاء قيادة حلف حضرموت يؤسسون لعهد من المقارعة والوقوف وقفة الند للند لكل المد الطامع في ثرواتها ويقولون كلمتهم الصادحة ( نحن هنا رجالات حضرموت الذين كان سكوتنا في الماضي ماهو إلا صمت الحكماء الصابرين المحتسبين وليس خوفاً من أحد ) لقد حان الوقت ليعلم القاصي والداني ان عهد استغفال حضرموت بالكلام المعسل و ترويج مفردات الوهم بأننا حضاريون مسالمون وهي كلمات حق يراد بها التخدير لتطلعات شعب يموت معظم افراده بالفقر والأمراض ونهب ثرواته بلا رحمة ..
نعم نحن الآن نحتاج الى القبيلة الشرسة الصادقة التي لاتستلم تعليماتها من باب اليمن .
نعم في ظل غياب الدولة نحتاج الى العودة الى عهد السيف والقرطاس والقلم طالما الدولة الحديثة خبيثة تمتص من دمائنا و لاتسمح لنا بإستخدام مطاراتنا و اماكن نزهاتنا و تعيث فساداً في الأرض بشراكة دول الجوار والمجتمع الدولي وتخطيطه .
بقلم انور الحوثري .