مصدر الإماراتية .. الطاقة الشمسية المتجددة
وضعت مصدر يدها على جرحنا النازف ووجدت الطريقة المثلى للخروج من مأزقنا الخطير، هل غاب الحل والمخرج عن عقول ثلاثة رؤوساء للحكومة الشرعية وستة أو خمسة وزراء كهرباء ، مع أن المثل الشعبي الحكيم يقول : الحاجة أم الاختراع .
أنفقنا تريليونات من الريالات اليمنية على شراء وقود الديزل الذي معظمه رديء كما يقول المختصون ، ناهيك عن معظم شحنات المازوت التي لا تقل رداءة وكلفة ، وصيانات فاشلة لمعظم محطات توليد الكهرباء في عدن بملايين من الدولارات ، ناهيك عن شحنات الوقود المجانية ومواد شبكة وزيوت وقطع غيار ومحطتي شهناز وملعب 22 مايو اللائي أشترتهما الإمارات من الملاك ومنحتهما لكهرباء عدن بعد التحرير .
ومع هذا نقف بذهول واستغراب أمام اصرارهم المريب والعجيب بالاستمرار دون توقف في صفقات شراء الديزل والمازوت الذي سبب إستنزاف واهدار للمال العام على حساب التعليم والصحة والرواتب وتأهيل البنية التحتية، دون البحث عن بدائل أقل كلفة وضرر بيئي على المواطنين ، كون أغلب المحطات أو جميعها مواقعها بقلب المدن وقريبة من التجمعات السكانية .
شر البلية ما يضحك ، تعاقدوا على شراء طاقة مشتراة من محطة عائمة 100 ميجاوات تعمل بوقود المازوت لمدة ثلاث سنوات بمبلغ 128 مليون دولار ( المازوت على الحكومة خارج مبلغ التعاقد ) ، وفتحوا لها إعتماد مستندي 42 مليون دولار ، بينما لم يستطيعوا توفير مازوت بصورة مستقرة ومستمرة لمحطتي الحسوة الكهروحرارية والمنصورة ، فكيف سيوفرونه للعائمة .
دفعوا خمسة مليون دولار دفعة أولى لشراء 100 ميجاوات طاقة مشتراة بالديزل منذ عامين تقريبا ، ولم نراها حتى اللحظة .
لم يفكروا بالطاقة الشمسية الحل الأمثل والانجع للخروج من وضعنا الراهن الكارثي المزري ، وأتت الفكرة من شركة مصدر الإماراتية ونفذت محطتها بمواصفات ومقاييس عالمية في عدن ونجحت نجاح منقطع النظير ، وأحدثت فرق واضح بإستقرار التيار الكهربائي في عدن بعد تردي القدرة التوليدية وشحة الوقود .
ناهيك عن مشروع توليد الطاقة الكهربائية بالرياح 120 ميجاوات الذي ستنفذه مصدر بمنطقة قعوة بضواحي عدن مع مشروع نقل وتصريف خاص بالمحطة .
المصيبة أنهم لم يستطيعوا الحفاظ على ديمومة توفير وقود النفط الخام الخفيف المأربي لتشغيل محطة بترو مسيلة 264 ميجاوات في عدن وتشغيلها بكامل قدرتها التوليدية ، حتى قدرتها المتواضعة 65 ميجاوات لم تجد وقود مأربي محلي مستقر ومنتظم .
الحل والمخرج هو في توسعة المحطة الإماراتية للطاقة الشمسية في عدن 120 ميجاوات إضافة إلى 40 ميجاوات ستضاف إليها لاحقا من مصدر الإماراتية ، الشروع بتنفيذ مشروع توسعة المحطة الشمسية إلى 600 ميجاوات بتمويل حكومي أو قرض ، فمشروع النقل والتصريف من موقع المحطة في بئر أحمد بضواحي عدن الى الحسوة التحويلية الجديدة نفذته مصدر لإستيعاب نقل وتصريف 600 ميجاوات .
تنفيذ مشروع بنية تحتية لوقود الغاز لمحطة بترو مسيلة 264 ميجاوات بدلا عن وقود الخام الخفيف المأربي الذي يكلف نقله مليارات من الريالات اليمنية شهريا تقريبآ ناهيك عن قيمته السوقية ، كما أن إستئناف تصدير الخام سيوقف تدفق الخام إلى المحطة بكل تأكيد .
الشروع بتنفيذ مشروع الدورة المركبة لمحطة بترو مسيلة 264 ميجا من خلال الإستفادة من الحرارة المرتفعة المنبعثة من عوادم التوربينان لتشغيل غلايات الكهروحرارية لإنتاج بخار الماء ، ومضاعفة القدرة التوليدية الى 500 ميجاوات بعد اضافة توربينات بخارية حديثة .
كل الشكر والتقدير لشركة مصدر الإماراتية التي نفذت وتنفذ مشاريع الطاقة الشمسية المتجددة في عدن وشبوة وحضرموت الساحل في القريب ، كما أتمنى أن تحظى لحج وأبين بمحطات مماثلة .