المصيبة والبلية فى الفرح بمقتل "هنية"

2024-08-04 08:02

 

الناس فى الفيسبوك فريقان فريق يترحم على هنية وفريق يتجحم، او فريق مستاء وفريق سعيد

فالذين فرحوا لمقتله بالدرجة الاولى هم الذين قتلوه،والذين حزنوا لمصرعه يرون انه كان مجاهدا لاعدائه واعداء امته

 

فمع من انت؟

الذين انضموا الى قاتليه وفرحوا بمصرعه حجتهم انه وجماعته كانوا قد قتلوا جماعة من جنود مصر فى شهر رمضان، والذى اعرفه انه ان كان هذا الزعم صحيحا وتعلم به مصر لما استضافت هنية فى المباحثات الدولية على ارضها والواقع انها كانت ولازالت تستضيفهم وتحمل على كاهلها حل قضيتهم بما تستطيع، ومعلوم ان الذين قتلوا جنودنا جماعة من التكفيريين وبفضل الله وبسواعد رجال مصر تم القضاء عليهم وتطهير ارض سيناء منهم،

ثم انه لايصح ان نحكم على من مات او قتل بذنب اقترفه بل نحكم عليه بما مات عليه، فقد يكون قد سبق له الكفر ولكنه مات على الاسلام او العكس، والرجل قتل وهو واقف تجاه اعداء وطنه وامته

هذا وقد قال تعالى عن جماعة من الكافرين {﴿إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ وَإِن ‌تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡـًٔاۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ ١٢٠﴾ [آل عمران: 120]

وقال عن جماعة من المنافقين﴿ إِن ‌تُصِبۡكَ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡۖ وَإِن ‌تُصِبۡكَ مُصِيبَةٞ يَقُولُواْ قَدۡ أَخَذۡنَآ أَمۡرَنَا مِن قَبۡلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمۡ فَرِحُونَ ٥٠ ﴾ [التوبة: 50]

 

ثم اعلم يااخى القاريء انك اذا فرحت او وافقت على مقتل انسان فانت شريك فى دمه امام الله عز وجل{ وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}

تحدث القرءان عن جماعة من الياهوود فى عصر نبوة سيدنا محمد وبين انهم قتلة الانبياء، فتتعجب انت وتقول وكيف قتلوا الانبياء وهم لم يروهم؟؟ قتلوهم بموافقتهم على مافعل المجرمون

وجماعة من ياهوود اليوم يقولون{ انا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله} ويقول تعالى {﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ ءَامِنُواْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ نُؤۡمِنُ بِمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَيَكۡفُرُونَ بِمَا وَرَآءَهُۥ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا مَعَهُمۡۗ قُلۡ فَلِمَ ‌تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٩١﴾ [البقرة: 91]

 

فانظر كيف ألصق القتل بهم مع انهم لم يروا الانبياء الذين قتلوا، وماذلك الا لموافقتهم على تلك الجرائم

الشاهد فى الموضوع انه ينبغى على العاقل الا يفرح ويتشفى بمقتل انسان حتى لايحشر مع قاتليه، وان يكن له ذنب سابق فربما تاب منه، وان يكن قد صوب بنادقه على اهل امته فلعله قد تاب ووجه بنادقه الى الجهة الصحيحة

 

واعلم اخى القارئ ان مجرمى الياهوود قد اوقعوا من قبل بين الاوس والخزرج بعد ان اسلموا ثم اوقعوا بين المهاجرين والانصار، واليوم يوقعون بين بلداننا العربية وبين اهل البلد الواحد أو بين السنة والشيعة فاحذر ان تنساق وراءهم فتكون من الخاسرين {﴿مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٣١ مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ ‌شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ٣٢ ﴾ [الروم: 31-32]