مهما تعارضت أرائنا السياسية النضالية وأختلفت طرقنا من أجل الوصول إلى استعادة دولة الجنوب المستقلة إلا أنه يجمعنا هدف واحد وهو استعادة دولة الجنوب المستقلة ، من أجل هذا يتحتم على كل مواطن جنوبي مهما كانت صفته في أهمية الحفاظ على أمن الجنوب الوطني ، من كل مايتعرض له من محاولات احتلال عسكري ومن تخريب اقتصادي وإداري ، ومن تحريض عنصري ومناطقي وقبلي ومن إشعال للفتن بين اوساط النسيج الاجتماعي الجنوبي الموحد ، ومن تحريض ديني بأصدار الفتاوي التكفيرية وتغذية العناصر الإرهابية ضد كل ماهو جنوبي ، ومن تشويه مقصود لقيادتنا السياسية ولقيادتنا العسكرية والأمنية ولرجال الجيش والأمن الذين منهم من يبذلون قصارى جهودهم في حفظ أمن العاصمة الجنوبية عدن وباقي محافظات الجنوب والذين منهم من يرابطون في الثغور دفاعا عن الدين والأرض والوطن من الميليشيات الحوثية .
أن الأعداء في الداخل والخارج وخاصة في هذه الفترة الحالية التي نعيشها يسارعون إلى الإجهاض على الجنوب وعلى المشروع الجنوبي التحرري ، ولماذا هذه المسارعة ؟ لأنهم يعلمون أن شعب الجنوب قد عاش وعاصر جميع المؤآمرات الداخلية والخارجية التي حيكت ضد الجنوب منذو مابعد تحقيق استقلال الجنوب من بريطانيا في 30من نوفمبر 1967 م ، للسيطرة على الجنوب لمنع تقدمه وتطوره السياسي والاقتصادي والمعيشي وعزله عن محيطه العربي والإقليمي والدولي ، التي كانت تآرة باسم النظام الاشتراكي الشيوعي وتآرة باسم القومية العربية وتآرة باسم الوحدة اليمنية ، ولأنهم يعلمون أيضا أن شعب الجنوب اليوم قد كشف جميع مؤآمراتهم التي تحاك ضد الجنوب التي بها يحاولون إبقاء الجنوب ضمن اليمننة تآرة باسم مشروع اليمن الاتحادي والأقاليم الستة وتآرة باسم التوصل إلى تسويات سياسية بين ماتسمى الشرعية اليمنية وجماعة المليشيات الحوثية .
مراحل كثيرة تلك التي مر بها الجنوب والتي تستوجب علينا اليوم أن نكون أكثر حرصا في الحفاظ على أمن الجنوب الوطني ، ومن كافة أبناء الجنوب ، كون تلك المراحل كان الجنوب فيها تحت وطأة الاحتلال اليمني الهمجي البغيض ، خلالها كنا نتمنى لو تتاح لنا فرصة بسيطة وصغيرة منها نسترسل نضالنا نحو السيطرة حتى على أجزاء قليلة من محافظات الجنوب ، فيها نبدأ نلملم شتاتنا ونبذل جهودنا في عمل نموذج يحتذى به نحو استعادة دولتنا الجنوبية المستقلة .
الحمد لله ، بما أن الفرصة قد اتيحت لنا في طرد ميليشيات قوى الاحتلال اليمني من على أرض الجنوب ، ومازالت الفرص تتاح لنا اليوم الفرصة تلو الفرصة كالسيطرة العسكرية والأمنية على أغلب محافظات الجنوب وكتأسيس كيان المجلس الانتقالي الجنوبي بمختلف هيئاته وتشكيل القوات المسلحة والأمن الجنوبي وتوحيد قيادتنا السياسية والعسكرية والأمنية على هدف ومبدأ استعادة دولة الجنوب المستقلة وتوحيد الشعب الجنوبي خلف تلك القيادات ، يتوجب علينا كجنوبيين مناضليين ووطنيين أن نحافظ على تلك المكتسبات الجنوبية المتحققة ورد غدرات العدو ومؤآمراتهم إلى نحورهم من خلال الحرص واليقضة في أن يكون حفظ الجنوب واجب وطني .
عادل العبيدي