يتفنن خصوم الجنوب في حبك كل وسائل وأساليب وأدوات الحرب النفسية من روايات وقصص واشاعات وفبركات لزرع الفتن وتعميق الخلافات، وإن أمكنهم تحويلها إلى صراعات دموية نازفة.
هذا المخطط قديم ويتجدد في كل مرحلة ولكل زمان ومكان...بدءا من فترة حرب التحرير من الاستعمار البريطاني مرورا بما رافق فترة إعلان الاستقلال في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م وتمرير تسمية "اليمن" لحاجة في نفس المخططين الاستراتيجيين ومراكز القوى والنفوذ في صنعاء، وما تلى ذلك من مؤامرات وفتن بهدف تصفية القيادات الجنوبية الناضجة والواعية والمتمكنة، واحلال العناصر المتطرفة والمتشددة المزايدة...وصولا إلى توريط الجنوب في وحدة غير متكافئة تحولت إلى احتلال بعد حرب ١٩٩٤م.
وما حرب ٢٠١٥م المستمرة حتى الآن إلا تكرارا وامتدادا لحرب ١٩٩٤م، وبصورة أكثر بشاعة ووحشية وهمجية.
الهدف كان وما زال إضعاف الجنوب كدولة وكشعب وكقيادات لتسهيل "ابتلاعه ثم هضمه" حسب تعبير الدكتور عبدالكريم الارياني، وابعاد الجنوب وشعبه عن مكانته وعمقه الطبيعي الاستراتيجي الخليجي والعربي وعن مصالحه الحيوية.
تلك حقائق دامغة لا تخفى على لبيب...ولا علاقة لها بنظرية المؤامرة التي يحاول البعض الصاقها بكل شاردة وواردة.
بالتأكيد كل القيادات الجنوبية السابقة والحالية كانت وستكون مسؤولة عن الأخطاء أمام الله وامام شعب الجنوب وامام التاريخ الذي لا يرحم.
ما يبعث الأمل هو صمود شعبنا وتمكن الجنوب خلال هذه الحرب بفضل الله وتضحيات الشهداء والأبطال ودعم من التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، من التحرر عسكريا والتخلص من التواجد العسكري اليمني باستثناء بقاءه المؤقت في بعض مناطق الجنوب...وتمكن الجنوب خلال هذه الفترة من بناء قوات عسكرية وأمنية أبلت بلاءا حسنا في الدفاع عن الجنوب وإحباط سلسلة من المؤامرات والفتن ومكافحة الأعمال الإرهابية لجماعات القاعدة وداعش و"أنصار الشريعة" و"انصار الله" و"الإخوان المسلمين"...وغيرها من المسميات المتاجرة بالدين الإسلامي الحنيف.
لكن هذه المؤامرات والفتن ستستمر طالما بقي العدو يرفض الاعتراف بحق الجنوب في العيش الآمن والكريم على أرضه وفي ظل دولته المستقلة المنشودة ذات السيادة الكاملة، دولة النظام والقانون.
وأخيرا وخلاصة الكلام على الجنوبيين أن يلتفوا حول المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يجب عليه أن يجري مراجعة مستمرة وتقييم صارم لأداء القيادات والوحدات...وتفعيل دوره في مؤسسات الدولة بدء من مجلس القيادة وانتهاءا بالمصالح والمؤسسات ذات العلاقة بحياة الجنوبيين ومعيشتهم وامنهم.
وفي نفس الوقت تركيز وتنسيق النشاط في الخارج سواء مع الحلفاء أم مع بقية دول العالم وخاصة تلك المؤثرة في الشأن الداخلي والإقليمي.