كونوا جنوبيين ولا تكونوا انتقاليين

2024-06-29 10:26
كونوا جنوبيين ولا تكونوا انتقاليين
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

 

شبوة برس – د حسين لقور بن عيدان

**  **

 ليس من الضروري أن يكون كل جنوبي عضوا في قيادة المجلس الانتقالي، حتى يتمكن من خدمة قضية شعبه، وإلا لأصبح الأمر مقتصرا على بضع مئات من الأشخاص فقط، وهذا مالا يقبله منطق ولا يؤمن به عاقل.

 

**  **  **

 

 

 نأتي بهذا الكلام لكي نحاول أن نقدم مقاربة الوضع السياسي في الجنوب وأن نضع الأمور في نصابها ومن خلالها نواجه كل محاولة عبثية، يحاول البعض من خلالها ضرب وتمزيق المشروع الوطني الجنوبي في تماهٍ واضح مع محاولات بقايا الشرعية وحوثتها استغلال الظروف العامة والوضع السياسي والعسكري في المنطقة بمناسبة ومن غيرها والعمل على خلخلة الوضع الجنوبي. 

 

**  **  **

 

  لدينا الكثير من السياسيين والنشطاء في الجنوب الذين تختلف اهتماماتهم من البحث عن الذات وتسويقها لدى من لديهم موارد واصحابي قرار بحثا عن منفعة، وبين سياسيين ناقمين من كل شيء لا يرون إلا أنفسهم ومصالحهم الخاصة، فانحصرت اهتماماتهم ومشاغلهم في محاولة عرقلة المشروع الوطني الجنوبي بعد أن وجدوا أنفسهم خارج مسيرة شعبهم، حيث نجدهم تارة يعملون على بث الفرقة وإعاقة كل عمل أو جهد مخلص يسعى إلى توحيد الموقف والصف الجنوبي تحت أعذار ومبررات واهية، وأخرى برفعهم الشعارات اليمنية نكاية  للنيل من المجلس الانتقالي الجنوبي بعدما وجدوا أن اشتغالهم بالعمل العام في فترات سابقة سواءآ أبان حكم الاشتراكي أو في ظل حكم على صالح لفترات طويلة افقدهم احترام الناس ولم ينجحوا في اكتساب لا المكانة السياسية ولا الحضور الاجتماعي، وانكشف للجميع إن غايتهم ليست إلا الشهرة أو النجومية الخاوية من حمل أي مشروع سياسي حقيقي، وانهم من الساعين فقط لتحقيق مكاسب شخصية، مما أبعدهم عن مشروع الجنوب الحقيقي ومستقبله، حيث نجدهم لا يهتمون إلا بالبحث عن خلق التوترات علها تقدم لهم مصلحة من أي طريق وبأي وسيلة، وهذا حقهم على المستوى الشخصي لكن لا يجب أن يتم تغليفه بشعارات كاذبة. 

 

**  **  ** 

 

 وهنا نقول يمكن لكل جنوبي أن ينشط كيفما شاء وحيثما شاء ومع من شاء لكن عليه أن يكون أولا جنوبيا وليس ضروريا أن يكون عضوا في الانتقالي أو مؤسساته، وعندها لن يعترض عليه أحد، المهم أن لا يصبح حجر عثرة في طريق مسيرة شعبه، كما أن عليه أن يسقط من أوهامه قدرته في الاستمرار باللعب على تأجيج الخلافات الجنوبية فذلك العصر قد ولي عندما كان خطابهم القسري وحده في الميدان.

 

**  **  **   

 

أصبح من الواجب علينا أن نقولها عاليا، لقد آن لنا جنوبا أن نرتقي باختلافاتنا وإن ننضج سياسيا فلم يعد لنا غير وطننا نعيش فيه بسلام ونديره بأنفسنا أو سنصبح في وضع أسوأ بكثير مما عشناه سابقا فيما لو نجح الحوثي وأتباعه في الشرعية في تحجيم مشروع الجنوبيين الوطني، وإن نعبر عن آراءنا وممارساتنا بوعي ونضج، فليس من المنطق ولا من المعقول بعد كل هذه السنين الطويلة من الكوارث والصراعات، إن نرى من لا يزال غارقا في ممارسات هي أقرب إلى الطفولية السياسية، وبعيدا عن النضج والوعي. 

 

**  **  ** 

 

  لقد حان الوقت أن نمد أبصارنا إلى المستقبل بما فيه من أمال كبيرة لشعبنا بل إلى ما هو أبعد وأعمق، وإن نتنازل لبعضنا تحت سقف واحد هو الجنوب ونبتعد عن الغرور الزائف ووهم الاعتقاد بأننا وحدنا الوطنيون، ولولانا لما كان هناك نضال ومقاومة سياسية وعسكرية في الجنوب. .

 

**  **  ** 

 

 

*- مقال اليوم في الأيام