في مقالي السابق بشأن قضية الجنوب وما يعانيه شعبه من اضطهاد وفقر وإرهاب وفساد وقطع كهرباء ورواتب من قبل شرعية احتلت أرضه ولازالت تحتلها.
وإزاء ما يتم ترتيبه من دول الإقليم مع الحوثي بوضع خارطة طريق لحل أزمتهم معه والذي ركبهم بإرادته الصلبة عبر فرض أمر واقع على الأرض قطار السلام بعدما كان قطارهم قطار حرب، ونظراً لأن خارطتهم لا تشمل أي بند من بنودها حق تقرير مصير الشعب الجنوبي والرجوع لإرادته كون صاحب الأرض، فإن ذلك يتطلب معالجة غير تقليدية.
وبناء على ذلك أدعو الشعب الجنوبي كله من المهرة لباب المندب بأن يستعد من الآن بوضع خارطة لطريقه استباقاً لما سيتمخض عن ذلك اللقاء المرتقب المزمع عقده قريبا للتباحث حول الاتفاق أقولها بالفم الملآن اتفاقاً على تقاسم خيرات الجنوب، الأرض وما بها وما عليها من بشر وحجر ونفط وغاز وذهب وليس وقف حرب تحت شعار الجنوح للسلم وهذا الشعار حتماً لا يمكن أن يمر دون أن يكون للشعب الجنوبي كلمة به كونه هو صاحب الأرض وهو من ضحى وهو من قدم قوافل من الشهداء لكي يسترد حريته ودولته.
المرحلة في غاية الخطورة- دون شك- واستعدادات الأطراف اليمنية الشمالية والشرعية ودول المحيط جميعها تجري على قدم وساق بترتيب نفسها دون أن نسمع عن أي حق للشعب الجنوبي في تلك الترتيبات، لذلك ليستعد الشعب الجنوبي لخارطة طريق من الآن ويرتب ذاته لانتفاضة سلمية شعبية تعم الجنوب من أقصاه لأقصاه على أن لا تتوقف حتى يعلن المنضمين عودة دولة الجنوب، منها لرفع الحرج عن الانتقالي الذي حاول مشكور في السنوات الماضية أن يحل الأزمة بالتي هي أحسن ولكن واضح بأنه لم يصل لنتيجة عبر مسك العصي من الوسط لعل الأطراف تفهم بأن عودة الجنوب يريدها الانتقالي سلماً ولكن أن اضطر سينتزعها شعبياً عبر فرض أمر واقع شرعي من شعب انتفض ضد محتل وهذا حق مشروع ومكفول.
فليستعيد الانتقالي لذلك وليستعد الشعب الجنوبي أيضا وفق قاعدة لايفك الحديد غير الحديد، عشر سنوات كافية ليفهم الجميع بأن الانتقالي والشعب الجنوبي صبر لحد التخمة، ولم يعد أمامه أي مجال للمناورات دون أن يكون محورها الأساسي والرئيس عودة دولة الجنوب.
رفعت الأقلام وجفت الصحف.