الوعي الجنوبي ما بين دولة اتحاد الجنوب العربي القرن الماضي والدولة الجنوبية القادمة

2024-06-19 16:24
الوعي الجنوبي ما بين دولة اتحاد الجنوب العربي القرن الماضي والدولة الجنوبية القادمة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس - سعيد بكران

في التاريخ الجنوبي المعاصر لحظات عجيبة يجب أن نتوقف امامها دائماً حتى لا تتكرر الماضي مدرسة 

 

السمة السائدة في تلك اللحظات العجيبة الغريبة هي انها حاسمة بين مفترق طرق والمؤلم انها تحسم السير  دائماً نحو الطريق الصعب والوعر والمليء بالحفر ، وتترك الطريق الآخر الذي تم تعبيده وتجهيزه ببطئ ، وتأني وحسابات دقيقة .

 

لحظة تاريخ من ستينات القرن الماضي : 

بين مفترق طريقين : 

 

الذهاب لدولة اتحادية جنوبية تندمج فيها الأمارات والسلطنات الجنوبية في اطار دولة اتحادية داخلياً وبهدوء تندمج مع العالم وتحصل على الاعتراف الدولي ، تنتهج نهج الواقعية السياسية ، والعقلنة، وتبتعد عن مد الثورية .

 

او الذهاب إلى الطريق الثوري الصاخب ، بالمد القومي واليساري ، والسياسة الفتية ، التي تقوم على معاداة كل الترتيب السابق ، بوعي عدائي ، للعقل السياسي الهادئ ، والمرن ، وقطيعة مطلقة مع التدرج ، وحرق المراحل والواقعية السياسية ، بالقوة الثورية والشعارات . 

 

كل شيئ كان ممهد للسير في الطريق الاول ، للوصول للهدف ، لكن في لحظة مد عاطفي ثوري هائج ، ذهب الوعي الجنوبي فجأة ، لإختيار الطريق الطريق الثاني .

 

تحت تأثير العاطفة ، التي غيبت العقل والسياسة ، والثورية التي قالت لا للسياسة ، لا للمراحل نعم للثورة وهيجان العواطف . نعم لسياسة مرحلة واحدة لا مراحل ، خطوة واحدة لا خطوات . 

 

النتيجة صحيح انها واحدة .. دولة واحدة من باب المندب إلى المهرة .

 

لكن الطريق اليها لم يكن واحداً ، كان امام الوعي الجنوبي طريقين للوصول ، وصول عن طريق ممهد محكوم بالعقلانية السياسية والواقعية ، والمرحلية .

 

ووصول عن طريق ، الثورية العاطفية الهائجة ، التي لاتؤمن بالسياسة لامع الداخل ، ولا مع العالم ، وانما يقينها كله بالقوة الثورية ، وبالسلاح وقوة السلاح .

 

الطريق الاول ثقيل لانه محمل بالعقل وحساباته ، وطويل بالمراحل التي يفرضها العقل والسياسة .

بطيئ لكنه فعال كما يقال . 

 

والطريق الثاني خفيف بالعاطفة والأحلام الثورية وسريع بلا مراحل ، والحسابات كله فيه تدور حول قوة الثورة وسلاحها وشعاراتها .

 

خفيف وسريع لكنه مدمر على المدى الطويل .

 

في تلك اللحظة المحملة بالعاطفة  اختار الوعي العام الجنوبي الطريق الثاني وحدث ماحدث . 

 

اليوم كأن المشهد يعيد نفسه ، فهل يكرر الوعي الجنوبي ذات الخطأ ؟ 

تدفع اطراف وجهات الوعي والعاطفة الجنوبية إلى طريق مجهول ، يجرم فيه التسييس والعمل السياسي ، 

وتشيطن فيه المراحل التي قطعها الجنوبيون انفسهم بدمائهم ومعاناتهم وصبرهم ،

وتدعوهم مرة أخرى للثورة على انفسهم وماانجزوه 

كما فعلوا من قبل . 

 

الشعوب تتعلم من دروس الماضي ، وأظن ان شعبنا قد فهم الدرس الذي استمر سبعين عاماً من التيه . 

 

ويبقى الوعي هو الفيصل بين العاطفة والعقل .