كيف وصلت حالة الجنوبيين وحاجتهم.. من مساعد بروفسور إلى ذباح للخرفان!!

2024-06-19 16:01
كيف وصلت حالة الجنوبيين وحاجتهم..  من مساعد بروفسور إلى ذباح للخرفان!!
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

التقيت بزميلي العزيز الدكتور الأستاذ المشارك (مساعد البروفيسور) في ثالث العيد يتمشى في الساحل فعايدت عليه وعانقته بشدة لأن لنا فترة طويلة لم نلتقي منذو ثلاث سنوات وهنئته بالعيد اولا ثم بحصوله على درجة أستاذ مشارك (مساعد بروفيسور) من الجامعة، ثم استفسرته هل استلمتم تسوية اللقب الجديد؟، فأخذ نفس عميق ونفثه وقال خرجت الفتوى من وزارة الخدمة المدنية قبل ثلاث سنوات ولكن وزارة المالية وقفت المعاملة ورفضت قبول الفتوى بحجة أن العلاوات متوقفة وإن هذه الدرجة العلمية الكبارية علاوة وليست تسوية !!!

ليتني لم أضيع وقتي في كتابة الأبحاث العلمية ونشرها وتحكيمها داخليا وخارجياً خسرت الوقت والجهد والمال وفي الأخير لم استفد من ذلك بل أصبت بخيبة أمل وأمراض نفسية وعضوية واكلني مرض السكر !!!

قلت لزميلي نحن نعيش في زمن الهيك ياسعد من كان هيكة !!!

 

لاحظت على زميلي مساعد البروف نظرة الانكسار والحزن العميق، وأيضا لفت نظري أصابع يده مربوطة بشاش أبيض، فقلت له لا شر عليك ماذا أصاب أصابعك، فقال وهو ينظر إلى السماء وكأنه يشكي لله، جاء العيد ولم استطع ان اكسي أولادي أو أشتري لهم كبش العيد لأن الراتب ذهب إيجار وراشن، وبينما كنت اطوس وافكر كيف سيمر العيد وأنا بهذا الحال !؟ مر عليه جزار حافتنا ومعه سكاكين وسلم علينا فرديت عليه السلام ونظرت إلى السكاكين فخطرت لي فكرة وهي بما اني أعرف اذبح عرضت على الجزار مواهبي في الذباحة، وهو رجل معروف في مدينتنا بأنه الذباح الماهر وقلت له بالظروف التي اعيشها وأريد أن أعمل معه مساعد ذباح كي اوفر مصروف ولحمة العيد فرحب بذلك وشجعني على العمل وقال تلثم بمشدة يا دكتور كي لا تعرف وتعطل علينا الشغلة وأنا سأعطيك بعض الكباش الصغار تذبحها !!!

المهم حصلت على مبلغ 40 الف ريال من ذبح أربعة كباش وتعبت وتقطعت بعض أصابعي واكتفيت بهذا المبلغ الكبير في يوم واحد بالإضافة لحصولي على لحمة العيد وشكرت أخي الجزار على تعاونه معنا !!!

قارنت بين تسوية لقب مساعد بروفيسور التي اتابع عليها منذو ثلاث سنوات وهي لا تتجاوز 28 الف ريال في الشهر وبين عملي كمساعد جزار ليوم واحد وهو مبلغ 40 الف ريال، فكان هناك فرق كبير !!!

 

فعلاً يا صديقي نحن نعيش زمان الهيك ياسعد من كان هيكة !!!

 

*- د.غسان ناصر عبادي – من صفحة الكاتب على فيسبوك