العزي الحوثي يبدي رعبه المفتعل من تشكيل كيان جنوبي يتم التسويق له كبديل للمجلس الإنتقالي ، ويقدم هذا الكيان نفسه بخطاب أكثر راديكالية، وبناء حضوره على بعض إخفاقات الإنتقالي، أو بالأصح نهجه السياسي المرن والأقل تصلباً، حيال دعاة إحراق المراحل وإعلان غداً الدولة الجنوبية، في معزل عن التعقيدات والتداخلات الإقليمية الدولية.
العزي وصف هذا الكيان الجديد بأنه الأكثر خطراً، وإن الإنتقالي حملاً وديعاً مقارنة بأنياب ومخالب التشكيل المعلن.
نحن نعلم والمواطن البسيط يعلم ، أن هذا التهيب الحوثي يحمل في طياته عكسه ، فالرفض قبول وتعداد مخاطره يعني أنه كرتون ورق ، وتسميته بالمستقل يجزم بتبعيته لمطابخ صنعاء.
مايجهله الحوثي أو مايعزز وصمه بالغباء ، أن ضغطة أصبع على زر هاتف محمول وكتابة بعض إسماء رموز المؤسسيين لهذا الكيان المزعوم ، يكشف لمن يتبع هذا ، من أين أطل برأسه ومن يرسم ويدير سياسته ، وحرابه موجهة في صدر من؟، وأنه يقدس السيد.
ما أعلنه حسين العزي تسخيف لذاكرة الشعب، والبحث له -الحوثي-عن موطئ قدم في مساحة القضية الجنوبية.
الإقليم بتفرعاته وكل مكونات الساسة الشرعيين والحوثي، لكل منهم كيانه الجنوبي لبعثرة التمثيل، وصناعة على الضد من الإنتقالي، كيانات متعددة.
ما يحدث من تفريخ لايعني تنوعاً ولايمت له بصلة عقل، التدافع هذا في الجغرافية السياسية للجنوب، ليس اكثر من محاولة مخابراتية لإحداث الخرق ، وتوسيع التصدعات أو حتى صنعاتها من العدم، ونقل الصراع من الدفاع عن القضية الجنوبية العادلة ، إلى من يمثل هذه القضية على طاولات التفاوض ودروب التسوية.