الكثير من المناضلين و الكتاب والصحفيين والإعلاميين والسياسيين المخلصين والوطنيين الجنوبيين يعدون من ضمن الأوائل في أشعال ثورة الحراك السلمي الجنوبي ، ثم كانوا هم الأوائل أيضا في مساندة المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أول وهلة على تأسيسه ، وأيدوا جميع الخطوات النضالية التي أقدم عليها المجلس الانتقالي في مختلف المجالات التي خاض فيها معارك شرسة ومصيرية مع أعداء الجنوب ، لها انتصروا انتصارا كبيرا وعظيما عن طريق كتابة المقالات والتقارير والتحليلات والهاشتاغات والأخبار القصيرة والتأييد المستمر ، حتى يومنا هذا وهم مازالوا صادمين مع الانتقالي وإلى جانبه رغم المعاناة والأقصاء والتهميش وعدم الالتفات إليهم .
هكذا رأينا أن مصلحة الجنوب قضية وأرض وإنسان وكيانا سياسيا ممثلا للجميع تحتم علينا القبول بجميع الاطراف الموجودة على الساحة الجنوبية ، حتى يكتمل لم الشمل الجنوبي ، المهم الأخلاص في النضال للثورة والقضية الجنوبية وللشعب الجنوبي وللمجلس الانتقالي ، وعلى هذا كان المجلس الانتقالي قد ضم في بداية تأسيسة شخصيات جنوبية حزبية ودينية لم تكن مع الجنوب وثورته وقضيته ، وحظيوا بمراكز قيادية كبيرة في رئاسة الانتقالي وفي الجمعية الوطنية وفي الأمانة العامة وفي بعض الدوائر ، ثم جاءت الهيلكة التي ضمت الآخرين ممن كانوا يظهرون المعارضة للانتقالي ، وهم أيضا حظيوا بمراكز قيادية كبيرة في رئاسة الانتقالي وفي الجمعية الوطنية وفي الأمانة العامة ومختلف الهيئات المساعدة للرئاسة ، وفي مجلس المستشارين ، وفي عدد من الدوائر ، وظل أولئك الأوائل من المناضليين والكتاب والصحفيين والإعلاميين والسياسيين على عهدهم في تأييد خطوات الانتقالي ومناصرته والدفاع عنه ، ولم يتذمروا كونهم جميعا أو بعضهم لم يكونوا من المشموليين .
النصيحة هنا لمن كانوا من المشموليين ، وخاصة الذين هم في هيئة الرئاسة للانتقالي ، وفي رئاسة الجمعية الوطنية والأمانة العامة والهيئات المساعدة ، أن لايجعلوا المجلس الانتقالي الجنوبي كيانا مغلقا ، بسبب عدم أعطائهم مساحات ولو كانت بسيطة ، في تسهيل الدخول إلى مكاتبهم بالقدر اليسير فقط. ، وليس بالقدر المفتوح دائما ، لأولئك الأوائل الذين كانوا في طليعة الثورة الجنوبية ومازالوا على عهدهم إلى اليوم ، من أجل تلمس حاجاتهم وظروفهم وأبداعاتهم وافكارهم ومقترحاتهم وطلباتهم ، ومساعدتهم حسب الأمكانيات المتاحة ولو بقدرها البسيط جدا ، المهم أن لاتسكر الأبواب أمامهم وأمام رغباتهم وحوائجهم ، كون ذلك معيب وخزي وأهانة .
لإن استمرار تسكير الأبواب أمام أولئك وعامة المناضلين سيجعل الانتقالي الجنوبي كيانا مغلقا ، وسيستفيد من هذا الأغلاق أصدقاء ومعاريف وأقارب رؤساء تلك الإدارات الجنوبية والمشتغليين فيها فقط .