ما يحدث هو ما سيكتبه التاريخ بإجلال واحترام وتقدير عظيم لشعب ينتزع استقلاله الوطني الثاني بعد أن قمتم بعمليات غادرة مراراً وتكراراً.
لم تكن اليمننة التي جاءت في الستينيات سوى واحدة من هذه العمليات الغادرة، وحتى غزوكم في صيف 1994 للجنوب كان عملية أخرى. لم تكن طعنتكم الأكثر إجراماً يوم زحفتم مع المعتوهين الحوثيين في 2015 الأخيرة، وحتى يوم تباهيتم بضرب حلفائنا الإماراتيين في صافر لم تكن طعنة أخيرة. فلطالما عرفكم التاريخ أنكم أهل الغدر والمكر والخداع، وقد قيل عنكم في الأثر: إن لم يغدروا خانوا.
لم يُخفِ أحد منا، من علي سالم البيض إلى عيدروس الزبيدي وحتى كاتب هذه الكلمات أهدافنا ومقاصدنا باستعادة دولتنا الوطنية وإسقاط مشاريع الوهم الإسلاموية السنيّة والشيعيّة. هذه أهداف معلنة لم يتنازل عنها جنوبي واحد، فالكل أمام عينيه وفي قلبه وعقله استعادة الهوية والأرض والوطن.
هذا ما يحدث وما سينتهي إليه الأمر، بأن العالم كله سيقف احتراماً لهذا الشعب الذي يسقط أوهامكم وأكاذيبكم. الفارق بيننا وبينكم أننا نقف على أرضنا ونعرف حدودها ونحب ترابها وسنقاتل من أجلها، ولسنا أمثالكم تبيعون أوهاماً وخزعبلات لأجل دولة خلافة أو إمامة.
القضايا الوطنية لا تقبل البيع في أسواق النخاسة. وتذكروا دائماً أنكم قلتم: "إنه وُلد ميتاً"، فكيف بكم وأنتم تطاردون حقيقة أنه حيّ يذيقكم الوجع بعد الوجع؟ ثأرنا عظيم ولن ينتهي إلا بيوم استقلالنا الثاني المجيد. هذا وعدنا لله ولشهدائنا وأرضنا، والسلام على من اتبع الهدى.