ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة

2024-05-03 17:16

 

 

تبحث الشرعية وبطرق حثيثه عن مشروعيتها في التسوية السياسية وتستنجد بالخارج لانقاذها خاصه بعد ان فشلت ووجدت نفسها معلقه في الهواء لا ارض تحت سيطرتها ولا قوة تستطيع ان تحميها وتدافع عنها ولمجرد سحب البساط من تحتها من قبل الاقليم والعالم ستجد نفسها على قارعة الطريق

منذ اسابيع قليله اجتمع العليمي مع الاحزاب والمكونات السياسية لإحياء الروح فيها وهو يعرف بان تلك الاحزاب والمكونات مجرد اشكال فارغة المضمون فلم تعد ذات وزن على الارض فهي جاهزة لبيع مواقفها لمجرد مقايضتها بالوظايف والحقائب الوزارية كما حدث في المرات السابقه مع الرئيس هادي وفي اول منعطف يتم التخلي عنه وهو يعرف وهي تعرف انها لا تملك تمثيل حقيقي على الأرض عدى يافطات لأسماء كانت يوما ما احزاب او مكونات.

 

 

 

لم يتنه الأمر عند العليمي بل سارع رئيس الوزراء للاجتماع قبل اسبوع بتلك الاحزاب والمكونات وبنفس الالية لغرض إحياء نشاطها ولم يكن احد يتصور بان المعهد الديمقراطي الامريكي كان يقف في الظل يعمل جاهدا لإخراج هذه الاحزاب والمكونات إلى العلن ويتم اشهار توحيدها لكي تقوم بانهاء الانقلاب واستعادة الدوله في صنعاء السوال كيف سيتم ذلك ؟ وقد فشل الجميع في اسقاط الانقلابيون واستعادة الدوله بما فيها الشرعية بجيشها الجرار التي تمتلك دعما غير مسبوغ من الاقليم والعالم وحتى أمريكا لم تستطع ان نحمي قواتها في باب المندب وضرباتها الجوية والأرضية للحوثي يسبقها اعلام الحوثي لمكان وقوعها ووقت تنفيذها وأمريكا وبريطانيا منعوا سقوط الحوثي عدة مرات وآخرها منع تحرير الحديده وهنا تكمن المشكلة كيف ستقوم احزاب ومكونات لا تملك شبىء وليس لها تواجد على ارض الواقع بتحرير صنعاء وانهاء الانقلاب.

 

 

 

الملفت للنظر اشتراك الانتقالي بهذه التوليفة والتي لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد ووجودها بالاساس تخصم من نفوذه وشعبيته في الحنوب وبدل ان يكون حامل لقضية الحنوب اصبح مكون سياسي مثله مثل اي مكون آخر من المشتركين في التشكيله الجديدة.

 

 

 

الوضع في اليمن معقد ومتشابك إلى درجة كبيرة جدا وخاصة وهو انعكاس لتشابك مصالح الاقليم والعالم. فيها وهذا ما زاد الأمر تعقيد ولذا فالأطراف المحلية والاقليمية المنخرطة في الأزمة انحرفت عن حل جوهرها الأساسي والتي تتمثل بفشل الوحدة بين دولتي الجنوب والشمال ويحاولون بكل جهدهم تعسف الواقع وايجاد حلول تلبي مطامعهم ومصالحهم في اليمن ولهذا يخترعون كل يوم نهج وتشكيلات وهميه لا وجود لها على الارض.

 

ان كان هناك لا زال يوجد عقل سوي فالمطلوب مساعدة الأطراف اليمنية على حل ازمتهم الأساسية في معالجة قضية الوحدة الفاشله والتي مستحيل استعادتها كونها هدمت الدولة في الجنوب والشمال فمن الصعب اعادتها على النهج التي سارت عليه لكن هناك فرصة سانحة وهي مساعدة كل من الجنوب والشمال لترتيب أوضاعهما كل على حده واختيار شكل الدوله في كل منهما لا هي شبيهة عما كانت قبل عام 90 في الشمال والجنوب ولكنها تراعي مصالح القوى والمناطق فيها على الشكل الاتحادي وبعدها ياتي دور التوافق على شكل العلاقة بين الدولتين الجنوبية والشمالية وإدماجها تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي والعمل على تنفيذ برنامج مارشال اقتصادي تعويضا على سنوات الاهمال والحرمان والتدمير ووضع الجميع على سكة النظام والقانون بما يحقق الاستقرار والامن للجميع من يستطع ان يفعل ذلك فاهلا فيه وسيط نزيه.

قاسم عبدالرب العفيف

1/5/2024