بتغريدات الجنرال محمد العبادي التي كتبها عن حرب 1979م بين دولة الجنوب ودولة الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة كشهادة للتاريخ وللأجيال الجنوبية القادمة حتى لاتقع بنفس الأخطاء التي وقعت بها قيادات الجنوب السابقة ، فأننا نحذر قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي من تكرار الوقوع في نفس الأخطاء التي وقعت بها قيادات الجنوب السابقة وبالتالي تكرار لدغات أبناء الجمهورية العربية اليمنية في الجسد والنسيج الاجتماعي الجنوبي في الحاضر أو في المستقبل تحت مسمى شراكة الضرورة الحالية (مجلس القيادة الرئاسي ) أو اقحام القوات المسلحة الجنوبية في حرب داخل أراضي ومحافظات الجمهورية العربية اليمنية بحجة تحريرها من الميليشيات الحوثية من أجل إعادة ماتسمى الشرعية اليمنية إلى العاصمة اليمنية صنعاء .
من خلال ماكتبه العبادي في تلك التغريدات يؤكد لنا أكذوبة ماتسمى المقاومة اليمنية سواء تلك التي تواجدت في دولة الجنوب تحت مسمى الجبهة الوطنية اليمنية لتحرير اليمن من نظام علي عبدالله صالح أو تلك الفصائل اليمنية الإخوانية والعفاشية المتواجدة اليوم في أجزاء بسيطة من محافظات مأرب وتعز وتهامة ، كما تظهر لنا التغريدات أيضا أنه من المحال أن تكون هناك مقاومة وطنية يمنية حقيقية وجادة في تحرير وطنهم وأرضهم من الأنظمة الظالمة والمستبدة والكهنوتية ، وأن الهدف الحقيقي من تشكيل ما يسمى الجيش الوطني التابع للإخوان والقوات التابعة لطارق عفاش ليس لهدف تحرير المحافظات اليمنية من الميليشيات الحوثية ونظامهم الطائفي الكهنوتي وأنما يبدو أن الهدف من تشكيلها هو لنفس غرض وهدف تشكيل ماكانت تسمى المقاومة الوطنية اليمنية أيام دولة الجنوب وهو أخضاع شعب الجنوب والسيطرة على أراضيه وثرواته لصالح أنظمة القوى اليمنية المتنفذة تحت ذريعة تحقيق الوحدة اليمنية كما كان شعارهم وهدفهم من قبل حتى استطاعوا خداعنا وتحقيقها والتي تعد هي اللدغة الكبرى في جسد الجنوب ، أو تحت ذريعة المحافظة على الوحدة اليمنية كما هو شعارهم وهدفهم اليوم الذي بتحقيق الحفاظ عليها يحاولون تكرار لدغ الجسد الجنوبي بلدغة آخرى مميتة .
عقلية رئاسة رشاد العليمي ستكون بنفس عقلية رئاسة عبد الفتاح أسماعيل في الجنوب ، حيث استطاع عبدالفتاح أسماعيل حينها عندما كان رئيسا في العاصمة الجنوبية عدن فرض شعار تحقيق ماتسمى الوحدة اليمنية ومن ثم ولتحقيق هذا الهدف الشؤم استطاع تسخير القرار السياسي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية وجميع مخزونات الجيش الجنوبي في أشعال حرب 1979م بذريعة تحرير الجمهورية العربية اليمنية من نظام علي عبدالله صالح وتمكين قيادة الجبهة الوطنية اليمنية من حكم صنعاء .
وماذا كانت النتيجة ؟ عندما وصلت القوات المسلحة الجنوبية إلى مديرية دمت جميع أو أغلب أفراد ماتسمى المقاومة الوطنية اليمنية ذهبوا إلى منازلهم تاركين قوات الجيش الجنوبي بمفردهم يحاربون ميليشيات نظام عفاش ، ثم وعندما تقدم الجيش الجنوبي إلى مديرية الرضمة رفضت قيادة وأفراد ماتسمى المقاومة الوطنية اليمنية مساندة جيش الجنوب في التقدم نحو تحرير العاصمة اليمنية صنعاء بحجة أنهم لايقاتلون خارج مناطقهم .
طبعا هم وبرفضهم ذاك التقدم نحو تحرير صنعاء لأن هدفهم من حرب 1979م لم يكن لتحرير بلدهم من نظام علي عبدالله صالح كما كانوا يدعون وأنما كان هدفهم هو تمكين قوات علي عبدالله صالح من التقدم بأتجاه العاصمة عدن ، ولكن وعندما استطاع الجيش الجنوبي هزيمة قوات نظام صنعاء في حرب 1979م ووصوله إلى مديرية الرضمة رفضوا مساندة الجيش الجنوبي ، وفضلت قيادة ماتسمى الجبهة الوطنية اليمنية وأفرادها العودة إلى العاصمة عدن لغرض مواصلة أختراق القرار السياسي الجنوبي بترشيح عدد من أعضاء الجبهة في المكتب السياسي للحزب الأشتراكي اليمني من أجل خلق الفتنة بين الجنوبيين وأذكاء صراعات سياسية وعسكرية بينهم وإضعاف دولتهم وجيشهم والتمهيد لسيطرة قوات نظام صنعاء على جميع جغرافية دولة الجنوب تحت مسمى تحقيق الوحدة اليمنية وفعلا قد كان لهم ذلك في 22مايو 1990م وفي 7/7 / 1994م .
بعد حرب تسع سنوات بمساندة دول التحالف العربي والقوات المسلحة الجنوبية ضد الميليشات الحوثية وهم مازالوا يرفضون خوض حرب حقيقية وجادة ضد ميليشيات الحوثي لتحرير بلدهم إذا ماذا عسى أن تفعله شرعية العليمي المتواجدة في المعاشيق ضد المليشيات الحوثية ؟
لذلك علينا أن نفهم أن ليس هناك مهمة آخرى للعليمي ولليمنيين المتواجدين في مجلس القيادة الرئاسي وفي الحكومة غير محاولة التسيد على القرار السياسي لمجلس القيادة الرئاسي من خلال محاولتهم أختراق المجلس الانتقالي الجنوبي وإضعاف قدرات القوات المسلحة الجنوبية وتسخير ثروات الجنوب لصالح تمكين الميليشيات الحوثية من السيطرة العسكرية والسياسية والإقتصادية على جميع جغرافية الجنوب لغرض في نفوسهم وهو المحافظة على ماتسمى الوحدة اليمنية .
نحن نثق أن المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلال الشراكة في مجلس القيادة الرئاسي وفي الحكومة أنه يسير في سياسته نحو فرض سيطرة الشرعية الجنوبية وتمكينها من التسيد على جميع القرارات السياسية والعسكرية والاقتصادية في الجنوب لكن عليهم أن يكونوا أكثر حذرا من أن يقعوا في الأخطاء التي سبق ووقع فيها من كان قبلهم ، فإذا لاسمح الله وتكررت لليمنيين فرصة لدغ الجنوبيين مرة آخرى فأنها هذه المرة ستكون لدغة مميتة .
عادل العبيدي