ثلاثُ كذبات يمنية ظلتْ كلُ القوى اليمنيةِ تحاولُ ترسيخها في سنواتِ احتلالها اللاشرعيِ للجنوبِ و من قبل ايضا، ولكنها اصطدمتْ بذاكرةِ جمعيةٍ جنوبيةٍ قويةٍ حالتْ دونَ تمريرِ كذباتها تلكَ إلا على قلةٍ منْ طلائعَ الاشتراكيِ وطلابِ الإخوانِ المسلمينَ منْ أنصافِ المتعلمينَ وأرادوها أنَ تصبح في نظرهمْ بديهياتٍ لا تقبلُ الجدلَ .
الكذبةُ الأولى ؛
استعادةَ الوحدةِ اليمنيةِ ، وهذهِ فريةٌ لمْ يعرفها التاريخُ بالمطلقِ ، حيثُ لمْ تقمْ أيَ دولةٍ مركزيةٍ واحدةٍ في تاريخِ هذهِ المنطقةِ لا قديما ولا حديثا ، فما كانَ يجري أنهُ كلما قامَ حكمٌ في منطقةٍ استقوا واحتلَ أراضيَ الغيرِ ثمَ يضعفُ ويقومُ حكما آخرَ في منطقةٍ أخرى ويقوى فيحتلُ أراضي الآخرينَ وتتبادلُ السيطرةُ بينَ منطقةِ عبرَ التاريخِ الذي كانتْ سمتهُ الغزوَ والغزوَ المتبادلَ .
الكذبةُ الثانيةُ ؛
صنعاءُ العاصمةُ التاريخيةُ لليمنِ أتحدى أيُ مؤرخٍ يمنيٍ يأتي باسمِ حضارةٍ أوْ دولةٍ منْ الدولِ التاريخيةِ التي قامتْ في المنطقةِ منْ معينٍ وسبأ وحميرٍ ومنْ جاءَ بعدها إلى الرسولينِ والطاهرينِ وحتى الأئمةُ أنَ صنعاءَ كانتْ عاصمتهمْ إلا في حكمٍ آلَ حميدٌ الدينِ.
الكذبةِ الثالثةِ ؛
أنَ بريطانيا هيَ منْ قسمِ اليمنِ إلى جنوبِ وشمالِ وهذهِ كذبةٌ أخرى فبريطانيا أولاً لمٌ تحتلُ غيرَ عدنَ فقطْ وعندما جاءتْ إلى المنطقةِ كانَ الجنوبُ تحكمها مشيخاتِ وسلطناتِ جنوبيةً منذ قرون بما فيها عدنُ التابعةُ للسلطنةِ العبدلية ، ارتبطتْ السلطناتُ بمعاهداتِ حمايةٍ ولمْ يتمْ احتلالها بالمطلقِ ، وكانَ ما عرفَ باليمنِ سياسيا خرجَ منْ تحتِ حكمِ العثمانيينَ الأولَ وتعمهُ الفوضى حتى عادَ العثمانيونَ منْ جديدٍ في منتصفِ القرنِ التاسعِ عشر ، يعني أنَ كذبةَ بريطانيا هيَ منْ قسمِ كذبةٍ أخرى في تزويرِ التاريخِ الذي اشتهرَ بهِ اليمنيونَ .
د. حسين لقور #بن_عيدان