بالأمس أطل المبعوث الأممي إلى اليمن في احاطته لمجلس الأمن، ليتحدث عن تأثير ما يحدث على المستوى الإقليمي على اليمن والعكس، إلى أن ما شهد الإنتباه في حديثه هو تعقد مجال الوساطة في الملف اليمني، وقبل ذلك ما أطلق عليه السيناريو الأسوأ.
وحسب الإحاطة فإن السيناريو الأسوأ في اليمن حسب المبعوث الأممي هو أن تقرر الأطراف الانخراط في مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر تعيد اليمن إلى حلقة جديدة من الحرب.
من وجهة نظري المتواضعة وبناء على المعطيات على الأرض وكذا مستجدات الهجمات الحوثية في البحر والرد الأمريكي البريطاني عليها، فإن هذا السيناريو مستبعد في الحاضر وذلك لعدد من الأسباب أهمها :-
1 - أنه لا يوجد توجه أمريكي معلن لخوض حرب برية ضد الحوثيين حتى وإن كان عبر دعم أطراف الشرعية اليمنية، ناهيك عن أنه لا يوجد دعم حقيقي أمريكي للشرعية، أو تجهيز من ذاتها لخوض حرب جديدة، بل أن الأمريكيين أنفسهم استبعدوا أي حرب برية.
2 - الأمر الآخر لم يصل الإقليمي بشكل عام والدول المشاطئة للبحر الأحمر بوجه خاص، إلى قناعة للانخراط بجانب أمريكا في الصراع البحري بالبحر الأحمر، وهذا ما يرجح معرفتهم بحقيقة خفايا هذا الصراع باعتباره لعبة أمريكية بتنسيق مباشر أو غير مباشر مع إيران من أجل الهيمنة البحرية الأمريكية والتي هي على حساب دول المنطقة.
3 - من ينظر إلى طبيعة الضربات الجوية الأمريكية للحوثيين يجد أنها لم تحيدهم عسكرياً بتلك الدرجة التي تتحدث عنها أمريكا، ما يوحي بأنها غير فعالة ولا تريد القضاء على قدراتهم، وبالتالي أمام عدم الجدية الأمريكية فإنه يستبعد في الوقت الراهن عودة الحرب مجدداً إلى اليمن، على اعتبار أن أمريكا هي من تتزعم مواجهة الحوثيين وبالتالي في ظل عدم جديتها لن يكون هناك من يحارب الحوثي بريا وبدعم أمريكي.
16 مارس 2024م