يعيشَ اليمنيونَ تحتَ وطأةِ وهمِ التاريخِ وهوَ ما جعلهمْ سجناءُ خرافاتهم الغارقةِ في الأساطيرِ فتارةٍ تجد طرفا يبحثُ عنْ جدهِ المقدسِ وآخرُ عنْ قيلٍ او ملكٍ أسطوريٌ، أوْ سرقةِ تاريخٍ آخرينَ علّهُ يشفعُ لهمْ.
لمْ يخرجوا إلى الواقعِ والتفكيرِ في بناءِ دولةٍ وطنيةٍ يواجهونَ بها المستقبلُ ويسيرونَ نحوهُ، حتى في أحدثِ تاريخهمْ نجدهمْ ليسوا فقط أولَ الهاربينَ منْ وطنهمْ عندما حانتْ المواجهةُ معَ جماعةٍ عنصريةٍ مليشياوية بلْ هربوا منْ مواجهةِ واقعِ فشلهمْ ليثبتوا فعليا أنهمْ ليسوا إلا ظاهرةً ارتزاقية.
لمْ يكفهمْ فشلهمْ ووَهَمْهمْ التاريخيَ هذا بلْ أرادوا إغراقُ شعبِ الجنوبِ العربيِ في خرافاتهمْ الوطنيةِ مستعينينَ ببعضٍ منْ وجدوا أنفسهمْ خارجَ تيارِ شعبِ الجنوبِ يحاولونَ بهمْ ضربُ النسيجِ المجتمعيِ الجنوبيِ لكنهمْ ومنْ ظنوا أنهمْ سيكونونَ حصانَ طروادة في كلِ مرةٍ يرجعونَ خائبينَ .
لقدْ أضاعَ ثوارُ فبراير الإصلاحيينَ وبقايا منْ قومجيينَ وعملاءِ مكاتبِ المنظماتِ المخابراتيةِ وقياداتهمْ صنعاءَ وتركوها فريسةً لعصاباتِ الحوثي العنصريةِ المتطرفةِ التي تسومُ أهلهمْ سوءِ العذابِ، ثمَ أرادوا تعويضُ ذلكَ في الجنوبِ وجعلهِ فريسةً لسلالاتِ الإخوانِ المسلمينَ منْ الدواعشْ وبقايا عصاباتِ القاعدةِ وتصدتْ لهمْ قوى المقاومةِ الجنوبيةِ حتى استطاعتْ اليومِ القواتِ المسلحةَ الجنوبيةَ تأمينَ الجنوبِ رغمَ كلِ المؤامرتْ والدسائسُ .
وبعدُ هذا كلهُ يأتي الهاربونَ ليتطاولوا على حقِ شعبِ الجنوبِ في سيادتهِ على أرضهِ وإقامةِ مشروعهِ الوطنيِ متناسين أنها كانتْ الخطيئةُ التي ارتكبها ثوارُ ما سميَ آنذاكَ انتفاضةَ 11 فبرايرَ بعدما تجرءوا على الثورةِ الجنوبيةِ وأعتبروها حركةً مطلبيةً وتنكروا للحقوقِ الوطنيةِ والسياسيةِ للجنوبِ ظنا منهمْ أنَ ذلكَ سيقنعُ الجنوبيينَ بانتفاضتهمْ فهربوا وبقيَ الجنوبُ .
(فأما الزبدُ فيذهبُ جفاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرضِ) .
صدقَ اللهُ العظيمُ
د . حسينْ لقور #بن_عيدان