حسناً وماذا بعد؟
الموضوع ليس شعور الحكومة الشرعية بالإرتياح من تضييق الخناق على الحوثي ،ودفعه نحو المزيد من العزلة السياسية ، الموضوع الأهم كيف تستثمر الشرعية في جديد التطورات ، ترمم جسدها وتستعيد عافيتها العسكرية ، تعقد إجتماعا إستثنائياً على قدر كبير من الجدية ،لردم الثغرات وتصحيح التوجهات والتوافق على آلية وكيفية حل القضايا الخلافية المركزية كالقضية الجنوبية.
الشرعية مطالبة أن تصيغ رؤية جديدة متكاملة ، وتقدم نفسها للمجتمع الدولي، بجهوزيتها لملء الفراغ في حال إضعاف الحوثي ، والمساهمة بإطاحته عسكرياً.
من غير هذا الموقف الرديف والمكمل للجهد الدولي ، لن تسقط الصواريخ الحوثي وربما تقويه ولا تضعفه.
كل الظروف تتجه لتقديم هدايا مجانية للشرعية ، وتبقى القضية الأساس هل الشرعية جاهزة لإلتقاطها ،والدفع بها نحو التحول إلى موقف جذري وقرار إقليمي دولي، مفاده حان وقت طي صفحة الحوثي ، وإنهاء أخذه السلم والأمن الدوليين ، رهينة لعبث صواريخه، والعمل لحسابات مصالح إيران.
مرة أُخرى توافقات داخلية حول القضايا المختلف عليها، وإقرار آلية حلها والتحشيد لبسط اليد ووضع القدم على الأرض ، مادون ذلك لا معنى لإحتفاء الشرعية ، بضربة تعيد إنتاج هيمنة الحوثي على داخله ، وتشرعن وجوده بين حواضنه ، وربما تدفعه لخوض مغامرة إسقاط مابقي من مناطق مأرب والزحف جنوباً ، كخطة هروب إلى الأمام .
هل الحوثي خطر جمعي؟
الرد على هذا السؤال في حال نعم ، يقود إلى إستكشاف ممكنات وآفاق المواجهة، وضرورات القفز على الصراعات البينية.
ويبقى الموقف الإخلاقي الوطني لكل الأفرقاء :
الإستقواء بالحوثي خيانة.