مستشار الأمن القومي الأمريكي سوليفان:
هجمات البحر الأحمر تثير قلقاً دولياً، الحوثي يهاجم أي سفينة دون أن يتأكد أنها إسرائيلية و على هذه الهجمات أن تتوقف ، نحن نتحدث عن الحوثيين ومن يدعمهم إيران ، لدينا قوات عسكرية لضمان أمن الملاحة ونفكر بالمرافقة العسكرية للسفن ، الإعتداءات على السفن قضية تمس دول العالم ، نتفاوض مع تلك الدول بهذا الشأن ، ونطور إستجابة مناسبة للهجمات في البحر الأحمر ، وسنتخذ المواقف لمواجهة مصدر تلك المخاطر .
هذا إختزال لردود مستشار الأمن القومي الإمريكي على أسئلة الصحفيين مساء اليوم الإثنين، ما يؤكد أن هجمات الحوثي على راس أولويات واشنطن، وأنها تنسق مع مجموعة من الدول وتحديداً النيتو ، لكيفية وقف الهجمات وتأمين الحماية للممرات المائية الدولية.
تحاول واشنطن أن تجرب مع إيران وهي مصدر دعم الحوثي ، فتح نافذة تفاوض معها عبر قناة عُمان ، والتي - طهران- تنفي صلتها بالهجمات وتتنصل عن مسؤوليتها في دعم الحوثيين ، في محاولة للهروب من رد إمريكي ، على الجهة المركزية الداعمة مباشرةً ،لا على الأطراف المنفذة ، رد ليس بالضرورة عسكرياً ربما يأتي في سياقات متعددة، منها وقف الإفراج عن المليارات المجمدة في البنوك الغربية ، وملفها النووي وتغليظ العقوبات .
إمريكياً ثلاثة إتجاهات للتعامل مع عدوانية الحوثي:
الضغط على إيران،
إقناع الدول المحيطة باليمن مثل السعودية، وتلك المستهدفة كممر عبور للهجمات كالأردن ومصر ، بمنع مرور الصواريخ في أجوائها وإسقاطها قبل الوصول لأهدافها.
الثالث إطلاق يد إسرائيل للتعامل مباشرة مع مصدر النيران، بقصف الداخل اليمني بضراوة .
الإتجاه الأول الضغط على إيران ، نتائجه محدودة على الأقل حتى الآن ، وأن إيران متطلبة تربط كل خطوة بمقابل سياسي مادي ، وبالتالي لإستجلاب المزيد من التنازلات والمكاسب ،ستستمر بإستخدام ورقة الحوثي ولن تتخلى عنها.
الإتجاه الثاني إقناع الدول العربية بإسقاط صواريخ الحوثي في أجوائها ، يمكن أن يكون فاعلاً مع مصر والأردن ، ويبقى أكثر حساسية مع السعودية، بإعتبار أن وضعها الأمني الداخلي، وأولوياتها الإقتصادية النفط ومدينة نيوم ، شديد الحساسية تجاه ردود فعل الحوثي العسكرية النزقة.
الإتجاه الثالث تل أبيب ، أكثر فعالية حيث تحشد إسرائيل سفنها وغواصاتها الحربية في البحر الأحمر ، وتتعامل مباشرة عسكرياً مع الحوثي ، وبخطة تصاعدية تبدأ من إستهداف مواقع السيطرة والقيادة ومخازن السلاح ، وحتى الإغتيالات الممنهجة للرموز السياسية والمرجعيات الطائفية الدينية للحوثي.
إقتصاد مصر من أكثر الدول المتضررة من هجمات الحوثي ، جراء شل فعالية قناة السويس وهي عمود الإقتصاد المصري ، ما يجعل مصر وهي دولة محورية ، دفاعاً عن امنها القومي منخرطة سياسياً وعسكرياً بقوة، لوأد مكامن الخطر.