ستظل الحرب والأزمة والمفاوضات والمشاورات تراوح بين موقفين رئيسيين لا ثالث لهما، مهما حاول البعض التفنن والتلاعب بالالفاظ واللف والدوران.
هذان الموقفان الرئيسيان يعكسان حالة وجوهر الصراع والأزمة بين الجنوب والشمال منذ اليوم الأول لاعلان وحدة 22 مايو 1990م.
بتبسيط أكثر وتفاصيل أقل هناك الحوثيون الذين يسيطرون على الشمال ويعتبرونه حقهم الموروث من عهد الأئمة البائد الذي انتهى شكلا عام 1962م، ويطمحون للسيطرة على الجنوب بكل الوسائل المتاحة لديهم انطلاقا من نزعتين توسعيتين:
النزعة الأولى موروثة من النظام الإمامي.
والنزعة الثانية موروثة من سياسة نظام 7/7 الذي قاده علي عبدالله صالح حتى مقتله على أيدي الخوثيين في ديسمبر 2017م.
وعلى الجانب الآخر يوجد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تولى بتفويض شعبي قيادة شعب الجنوب وقواته للدفاع عن الجنوب والعمل على استعادة دولته المستقلة كما كانت ارضا وبصفتها العربية والدولية قبل إعلان الوحدة الفاشلة والتي تحولت إلى احتلال للجنوب من جانب نظام صنعاء.
وبين هذين الموقفين والطرفين الرئيسسين هناك من اصطف صراحة إلى جانب أحدهما كما هو حال القوى والأحزاب الشمالية التي تؤيد صراحة موقف الحوثيين وتعتبر عبدالملك الحوثي زعيمها أو تلك التي اصطفت أو تظللت بمظلة الشرعية بعد سيطرة الحوثيين على الشمال وتؤيد موقف الحوثيين في "الحفاظ على الوحدة اليمنية" وتعتبر السيد عبدالملك مرجعيتها السياسية والروحية.
واذا استثنينا موقف جناح عفاش وخاصة "المقاومة الوطنية" الذي ما زال حتى الآن غير معترف بمرجعية الحوثيين فهو موقف قد يكون وطنيا وقد يكون مجرد ثأريا أو صراعا على السلطة،والقادم هو الذي سيرجح هذا أو ذلك.
اما ما يخص الجنوب فغالبية الجنوبيين شعبا ومكونات تقف إلى جانب الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي.
وإن وجدت أصوات أو مسميات جنوبية تعارض الانتقالي فهي قليلة ومحدودة التأثير داخليا وخارجيا...ومعظمها أو كلها لا تختلف مع الانتقالي على الهدف العام (استعادة دولة الجنوب) إلا في الآليات والأدوات والمسميات.
فمن أراد الحل النهائي والجذري عليه أن يفهم ويدرك عمق وجوهر الصراع وليس تجلياته فقط.
*- شبوة برس – المشهد العربي