تباين الآراء الجنوبية حول إدارة الانتقالي لبوصلة النضال

2025-06-30 10:46

 

من الطبيعي أن تتباين وتتناقض أراء الجنوبيين حول إدارة وقيادة المجلس الانتقالي لبوصلة النضال الجنوبي خلال هذه المرحلة ذات الأزمة المركبة والمعقدة.

وتزداد هذه التباينات ازاء تعامل المجلس مع الأزمات المستفحلة والمتراكمة منذ عشرات السنين، في ملفات الخدمات على وجه الخصوص، ناهيك عما يتم افتعاله ونسج خيوطه بامعان وحبكة مطابخ الحرب النفسية والإعلامية باستغلال خبيث للفضاء الواسع الذي وفرته وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولات متكررة لتشتيت جهود ووعي الجنوبيين وتثبيط عزائمهم وأحيانا لاشغالهم بمعارك جانبية ثبت خلال السنوات الماضية بطلان العشرات و المئات منها، وأنها كانت مجرد تسريبات واشاعات وفقاعات مسمومة هدفها التشويه والتشويش.

ومع ذلك لا بد من التنبه إلى عوامل أخرى استغلتها المطابخ الإعلامية وخاصة مطابخ الحرب النفسية المعادية منها:

1- التفوق بالامكانات والوسائل والخبرات وبقاء سيطرتها على المال العام ووسائل الإعلام الحكومية والحزبية والخارجية.

2- ضعف الإعلام الجنوبي لأسباب موضوعية تتصل بشحة ومحدودية الإمكانات المالية والتقنية، وباسباب ذاتية مردها إلى ضعف مستويات التنسيق والتنظيم والتركيز للجهود والامكانات في الاتجاهات الأساسية.

لذلك ما زال الانتقالي بحاجة ملحة وماسة إلى رفع مستوى الأداء الإعلامي وبفعالية أكبر، القادر على المنافسة والحضور القوي والدائم والمتابع اليقظ والمتسلح بالإحساس الإعلامي المحارب وسط شراسة ولؤم الخصوم.

3- ما زال الوعي السياسي والاحساس الأمني والإعلامي لدى عامة الناس متواضعا ومحدودا، بحيث رأينا بكل أسف انسياق الكثير ،بتسرع وعفوية، وراء نشر وترويج بل وتصديق ما تنشره وتسربه المطابخ الخبيثة والفاسدة ...كما رأينا بكل اسف أيضا من سلبيات الثقافة الاجتماعية والسياسية الموروثة استعداد الناس لتقسيم انفسهم إلى "نحن" و"هم". 

وهذه الأخيرة يستغلها الخبثاء بتفنن ومهارة لخلق وزرع الفتن بين مناطق وأبناء الجنوب لتجييشش بسطاء الناس بهدف خلط الأوراق والتشويش على الوعي الجنوبي حتى يختلط الحابل بالنابل وتضيع الحقائق بين ترهات الخبثاء والمستهترين والخاملين.