والمجتمعين الإقليمي والدولي برعاية الأمم المتحدة يسعون هذه الأيام في الرياض إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن ، بما معناه إنهاء حرب التحالف العربي بقيادة الشقيقة السعودية ضد جماعة الحوثيين الذين استطاعوا خلال تسع سنوات حرب من إحكام قبضتهم وسيطرتهم السياسية والعسكرية والإقتصادية القوية على مساحة دولة الجمهورية العربية اليمنية وتذليل مواطنيها بتأييدات شعبية لصالحهم ، فأن هذا السلام الذي يسعون إلى تحقيقه مابين السعودية والحوثيين يجب أن يتخلله سلام داخلي أيضا مابين الحوثيين وبين القوى اليمنية المتواجدة في المنفى والمتواجدة أيضا في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي ، الذي بتحقيقه وتوقيع الاتفاف عليه أوتوماتيكيا تنتهي ماكانت تسمى الشرعية اليمنية ، كيف تنتهي هذه الشرعية ؟ تنتهي من خلال الاعتراف بجماعة الحوثي كسلطة أمر واقع وكذلك بتخلي السعودية عن دعمها واعترافها لهذه الشرعية من خلال الاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه بإنهاء الحرب بينها وبين جماعة الحوثي ، وبذلك لايكون أمام تلك القوى اليمنية التي كانت تمثل ماتسمى الشرعية اليمنية غير الرجوع إلى العاصمة اليمنية صنعاء وفتح صفحة جديدة مع أخوانهم الحوثيين أو البقاء في منفاهم مجردين من سلطتهم ومن الاعتراف بها .
وفي الجانب الآخر يجب أن يكون هناك أيضا اتفاق سلام هو شبيه باتفاق السلام بين السعودية والحوثي وهو اتفاق السلام الذي سيكون بين المجلس الانتقالي الجنوبي المسيطرة قواته على مساحة دولة الجنوب العربي ممثل شعب الجنوب في قضيتهم التحررية وبين جماعة الحوثي ، وبمجرد التوقيع على ثلاث اتفاقيات سلام بهذا الشكل سيتم الإعلان عن تشكيل حكومتين ، حكومة في صنعاء يتم تشكيها من الحوثيين وبقيةالقوى اليمنية وحكومة في عدن يتم تشكيلها من المجلس الانتقالي الجنوبي وبقية المكونات الجنوبية .
مالم تكن ماهية اتفاق السلام المراد تحقيقها والتوقيع عليها في الرياض بهذا الشكل فلم يكن هناك اتفاق سلام ناجح حتى إذا نجحت السعودية وجماعة الحوثي في التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب بينهم وتم التوقيع عليه وكذلك حتى إذا وصلت جميع القوى اليمنية إلى تفاهمات تنهي مابينهم من خلافات سياسية وعسكرية لن تنجح اتفاقيات السلام هذه مالم تكن هناك اتفاقية سلام منفردة يتم التوقيع عليها في الرياض بين الجنوبيين بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وبين اليمنيين بقيادة جماعة الحوثي ، وسيكون هناك تكرار للحروب التي حصلت بين اليمن وبين الجنوب التي أبرزها حرب 1994م العدوانية ضد الجنوب بقيادة عفاش وحرب 2015 م العدوانية ضد الجنوب بقيادة الحوثي . وإذا ماسمح المجتمعيين الإقليمي والدولي في نشوب حرب يمنية آخرى عدوانية ضد الجنوب سيكون الجنوب على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسه وإعلان دولته المستقلة وتشكيل حكومته السيادية بإذن الله .
عادل العبيدي