بن لادن يفوز بعمارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة

2023-11-11 14:45
بن لادن يفوز بعمارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

في 1952م أعلن الملك الأردني حسين عن حملة إسلامية لتجديد قبة الصخرة وترميمات المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين لما أصاب القبة وتدلي قرميدها وسقوط أجزاء منها ، وكذلك ما أصاب المسجد من بعض التشققات وحاجته للترميم والتجديد كما هو ، واستجابت مصر والسعودية وتعهدت بالدعم المالي إلا أن المشروع تعثر ولم يبدأ المشروع ولم تتقدم أي دولة عربية أو إسلامية بالإنفاق من ميزانيتها الحكومية على دعم متطلبات الترميم والإصلاح وبعد خمس سنوات أرسل عبدالناصر إلى القدس وفد من خبراء ومهندسين معماريين للوقوف على الأضرار ورفعها فنياً،، وضعت حالة حالة المسجد الأقصى وقبة الصخرة أمام شركات عربية هندسية للدخول في مناقصات للترميم والإصلاح والتجديد وفي مايو 1958م تقدمت عدد من الشركات بعطاءاتها بينها (2) شركتين من الأردن و 4 شركات مصرية و (1) شركة سعودية  شركة بن لادن التي وصلت إلى التصفية النهائية من تحديد العطائات  التي توقفت على ثلاث شركات وفي يوليو 1958م أي بعد شهر من تقديم العطاءات شعر الشيخ محمد بن لادن إن واجباً يحتم عليه الدخول في المناقصة وأن يتحمل لبعض الأعباء المالية على نفقته الخاصة وليس على شركته فأرسل خطاباً إلى اللجنة المعينة بالمناقصات للترميم واللجنة الخاصة المشرفة على الترميم وإلى حكومة المملكة الأردنية الهاشمية جاء فيها :- ( سأقوم بتبديل الخامات كلها ) وكان الخطاب في يوليو 1958م ( في مستهل الأمر هذا مشروع أسلامي مقدس وأنا في غاية السعادة للمشاركة في بناء هذا المكان المقدس وأتعهد بأي ثمن أقدمه مهما كان وسأوفر أي خدمة جليلة مشرفة للمجتمع الإسلامي ) وأرسل الشيخ محمد بن لادن أحد مساعديه وكيلاً رسمياً إلى القدس وخفض بن لادن سعر عطائه ليضمن أقل عطاء من بين المتقدمين ليفوز بالعمل الذي يرى فيه مهمة إسلامية كيف لا ومجموعة بن لادن هي التي تعمل وعملت على تجديدات وإصلاحات الحرمين الشريفين في السعودية ولها تجربة وخبرة وبركه في أعمال الاماكن المقدسة وبلغ عرض بن لادن للمسجد الأقصى وقبة الصخرة عرضه النهائي 276,990,02 مليون دينار أردني ( خفّض بن لادن عرضة ب 8 مليون دينار أردني ليكون أقل من العرض المصري الذي قدمته شركة علي إبراهيم المصرية ) وفي نفس العام 1958 ونفس الشهر يوليو وجه كبير قضاة اللجنة الخاصة بالاشراف على المسجد الأقصى خطاباً لبن لادن قائلاً له : يشرفني أن أبلغكم أن اللجنة المشكلة لإعادة بناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى قررت أختياركم لتنفيذ الأعمال الإنشائية ... وفي 1959م وأثناء التعاقد الخاص على أعمال الإنارة والأعمال والتمديدات الكهربائية قال بن لادن في خطابه إلى اللجنة ( يتضح جلياً ياسيادة القاضي أنني أرعى مشروع قبة الصخرة باهتمام فائق وسأنفذ الخطة على حسابي الشخصي وأنني سوف أقدم لكم الايصالات خالية من أي تكاليف خاصة بالعمال أو تقديم أي خدمات ،، أنني لم أقبل هذا المشروع سعياً وراء أي ربح مادي بل لأهميته الدينية ..

هل كان بن لادن يشرف مباشرة على أعمال شركته في القدس ؟!

كان كثيراً ما يتردد الشيخ محمد على القدس للوقوف على الأعمال بنفسه وأحياناً يصطحب أفراد مقربين من أسرته ويصلي جماعة بالمسجد الأقصى مع العمال والمهندسين وجلهم مسلمين ولكنه لا يجلس أياماً طويلة على الرغم من أنه أشترى بيتاً بالقدس في 1964م يطل من بعد على مدينة القدس يقع بالشرق من جبل المشارف وتكون إقامته قصيرة وخصص للبيت حارس عربي مسلم ليناظر سياراته وأحيانا يقوم بالسكن في هذا المنزل بعض المهندسين الكبار الذين يشرفون على أعماله وهم من ضمن مجموعة شركاته وكان بن لادن أثناء وصولة القدس وسفره منها على طائرته الخاصة يقلع ويهبط من مطار ( قلنديا) القدس القديم الى جده ومكه والمدينة ويستقدم المواد والمؤن الخاصة بأعمال الشركة في القدس عبر الموانئ الأردنية

- أستولت إسرائيل عام 1967م على القدس الشرقية واستأجر بيت بن لادن القنصل الاسباني إلا أنه وبعد سنوات قليلة صادرت الحكومة الإسرائيلية البيت !! فأشتراه من حكومة إسرائيل أحد كبار ضباط البحرية الإسرائيلية ( يهودا سيميرغ) يهودي عربي وأقام فيما بعد 25 عاماً ..

- أنتهت أعمال صيانة وترميم وتجديد المسجد الأقصى وقبة الصخرة على يد بن لادن الذي تنازل كثيراً وقدم أكثر تجاه الأقصى الشريف وأضاف حديقة في باحة المسجد تقدر بعشرة فدادين من جيبه الخاص واستمر العمل في ذلك أكثر من سبع سنوات وبعد التنفيذ والاستلام أعلن بن لادن عن فرحته وسعادته بالانجاز في حفل وأمام الحضور قال : أن الأعمال الخاصة بالكهرباء ومايتبعها بلغت 516 ألف دينار كما أن الملك حسين والحكومة الأردنية مدينة لي ب 167 ألف دينار إلا أنني أعفيها إسهاما مني في هذه المهمة الشريفة وهكذا عمل اسدل الستار على إنجاز أهم عمل عربي وإسلامي أولى القبلتين والصخرة المشرفة .

من هو بن لادن ؟

هو محمد عوض بن عبود بن لادن من مواليد حضرموت 1908م هاجر صغيراً ومعه أخوه عبدالله إلى الحبشة ولم يمكثا طويلاً وعادا بعد فتره قصيرة إلى دوعن مسقط رأسهما، وتعود جذورهما إلى قرن باشريح في رخيه التي هاجر منها ابوهما عوض بن عبود بن لادن إلى رباط باعشن بدوعن المنطقة التي ولدا بها ولهما أخ صغير آخر اسمه عمر توفي في صغره ، رحل محمد وعبدالله رحمة الله عليهما صغيرين عام 1925م إلى المملكة العربية السعودية وتنقلا بين جده ومكه وعملا بجد وصبر وكونا نفسيهما وأول عمل خاص بهما هو تأسيسهما شركة صغيرة ( مقاولات صغيرة) في 1931م بجدة وانطلقا في حياتهما العملية وبناء شركاتهم بالتقوى والصدق والعصامية والقناعة وحب الخير إلى أن توسعت مجموعاتهم التجارية وأصبح بن لادن في مختلف أعمال التجارة وعالم الاستثمار والصناعات والخدمات في العالم أجمع .

- صورة للشيخ محمد عوض بن لادن منذ أكثر من 65 عام

-  * المراجع :- آل بن لادن للمؤلف ستيف كول ترجمة أيمان عبدالغني صادر 2014م الطبعة الأولى الشبكة العربية للأبحاث والنشر

* ابحاث صحفية في الأيام لعلوي بن سميط 2001،2002،2005 ومقابلات مع عوض كشميم مارس 2007م .. وذكر ستيف داي في كتابه اعتماد ابحاث علوي بن سميط حول هجرة آل بن لادن .

#علوي بن سميط

6 مايو 2022