ويعود التاريخ من جديد ١٤ أكتوبر
من ثوابت الكون أن الخالق عز وجل جعل له دورة كاملة تتغير من يوم إلى آخر في نظام دقيق يتناقص كلما زاد!! حتى يعود إلى نفس النقطة التي بدأ منها.
قبل عام بالتمام والكمال في مثل هذا اليوم كتبنا عن ١٤ أكتوبر تحدثنا عن نضال شعب الجنوب ضد بريطانيا من أجل الإستقلال والحرية..
١٤ أكتوبر لم يكن اول شرارة ضد بريطانيا لكن الجبهة القومية التي تسلمت الجنوب من بريطانيا اعتمدت ١٤ أكتوبر ١٩٦٣م بداية الثورة ضد الإنجليز.
والواقع يخالف هذا القرار الرسمي القومي، لأنها حدثت ثورات ضد الانجليز قبل هذا التاريخ واستمرت حتى خروجه منها ثورة ربيز في كور العوالق وثورة ال رشيد في ميفعة وثورة ال باعزب في المحفد وثورة بن عبدات في حضرموت وثورة حزب الرابطة في كور العوالق في الخمسينات وغيرها ومعظم هذه الثورات لم تنتهي حتى رحيل بريطانيا من عدن.
المهم في هذا التاريخ انه دون كتاريخ رسمي للثورة الجنوبية ضد الاحتلال البريطاني، وليس بالضرورة أن الجبهة القومية قد حذفت نضال تلك القبائل وغيرها كثير من السجل الرسمي للنضال ضد بريطانيا؛ لان هذا الإجراء لم يمحو تلك الثورات من العقل الجنوبي، ولا زالت بعض شواهد قصف الطيران البريطاني باقية في بعض المنازل، ولازال بعض كبار السن يقصون القصص لاولادهم حول تلك المعارك غير المتكافأة بين القبائل والجيش البريطاني.
وقد ارتكبت الجبهة القومية خطأ وطني بعدم رد الاعتبار للشهداء في تلك الثورات وضمهم إلى شهداء الثورة الجنوبية.
وبما ان اليوم هو ١٤ أكتوبر الذكرى الرسمية للثورة الجنوبية فإننا يجب أن نترحم على كل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل جنوب مستقل متطور ودولة مدنية متقدمة.. ونقول رحمهم الله.
لكنا لن ننسى ان ورثة الجبهة القومية قد باعوا وطننا الجنوب العربي لصنعاء وتركونا نعاني تبعات تلك البيعة الرعنى، ونقول لهم قبحتم من قوم توليتم أمر شعب عاش المدنية تحت ظل حكم المستعمر ولم تحسنوا انتم حكمه وسلمتوه لأجهل نظام عرفه القرن العشرين.
١٤ أكتوبر هي ثورة جنوبية ولك تكن الثورة الجنوبية الوحيدة ولم يتفق قادة الثورات على تحديد هذا التاريخ كتاريخ لثورة شعب الجنوب ضد المستعمر.
عموما ليس أمامنا الا هذا التاريخ الرسمي لثورة الجنوب... ونقول فيه عظم الله أجر شعب الجنوب في استقلاله وثورته وتضحياته.
وكل عام وانتم بخير
عبدالله سعيد القروة – شبوة