لايخفى على أي جنوبي حتى أولئك الذين طبعوا أنفسهم للعمل والتماشي مع نظام صنعاء كم العدوان والأستحواذ والنهب والسلب والإقصاء والتهميش والطمس في الهوية والتاريخ والتراث الذي تعرض له الجنوب أرض وثروة وإنسان من قبل جحافل نظام عفاش من بعد عدوان 7/7 / 94 م ، ثم ماكان من عدوان حوثي عفاشي في العام 2015 م ، ثم ما كان من تأمر إخواني عفاشي تحت مسمى الشرعية اليمنية التي حاربت ومازالت إلى اليوم تحارب شعب الجنوب عسكريا وسياسيا وإقتصاديا وإرهابيا .
كما لايخفى على كل جنوبي كم وعظمة التضحيات الجسام التي سطرها أبناء الشعب الجنوبي في حركات مقاومتهم العسكرية ثم في نضالهم السلمي ضد نظام عفاش ثم في مواجهتهم العسكرية الغزو الحوثي العفاشي ثم في مواجهتم العسكرية والسياسية والإقتصادية والدبلوماسية ضد ماتسمى شرعية الإخوان ، التي بفضل من الله ثم بفضل تلك التضحيات الجنوبية الجسام استطاع شعب الجنوب هزيمة ودحر والتغلب على كل ذلك العدوان الشمالي الذي فيه اجتمت كل القوى السياسية ضد الجنوب بشتى أنواع الحروب وأشكالها المختلفة وصناعة أنتصارات جنوبية كبيرة وعظيمة .
ونحن اليوم نواصل تكملة مشوار نضالنا بما استطعنا تحقيقه من أنتصارات داخلية وخارجية التي جميعها شكلت نواة بناء دولة جنوبية مدنية على خطى استعادة دولة الجنوب المستقلة بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه اللواء عيدروس الزبيدي فإنه يتوجب على جميعنا مواطنين وقيادات سياسية وعسكرية وكوادر إقتصادية وإدارية وموظفين عاديين أن نحافظ على جميع تلك الأنتصارات الجنوبية التي استطعنا تحقيقها وأن لانتركها لقمة سائغة ينال منها الأعداء أو للفشل بأننا لسنا رجال دولة هذه الكلمة التي يتداعون بها علينا ليلا ونهارا في مختلف وسائل إعلامهم كذبا وحقدا وحسدا .
أن الحفاظ على انتصاراتنا تلك وعلى المقومات الأساسية التي بنيناها نحو بناء دولتنا الجنوبية المستقلة يكون من خلال التحلي بصفات الوطنية والنزاهة والأمانة وتقدير حاجات المصلحة العامة ومحاربة الفساد بكافة أشكالة وعدم العبث بالممتلكات العامة والحفاظ على الإيرادات العامة وحسن التصرف بها بمايفيد دولة الجنوب وشعب الجنوب وقضية الجنوب على مستوى المحافظات والمديريات والمراكز والأحياء .
ليس هناك مايدعو إلى استمرار التحجج بعدم سيطرتنا لحيث ونحن قد قطعنا أشواطا كثيرة في بسط نفوذنا وسيطرتنا عسكريا وأمنيا وإداريا ، ويعتبر لدينا سلطة جنوبية المتمثلة برئيس ونواب المجلس الانتقالي في مجلس القيادة الرئاسي إلى وزراء الانتقالي المتواجدين في الحكومة الحالية والقيادة التنفيذية العليا ويكون ذلك بالوقوف في وجه الشركاء الشمالين الذين يتعمدون تمرير صفقات فساد وسرقة ونهب للإضرار بمستوى معيشة وخدمات الشعب الجنوبي ، وأن يكون الرئيس عيدروس الزبيدي ونوابه في حالة تتبع دائم لأعمال وزراء الانتقالي والمحافظين والوكلاء ومدراء العموم لمعرفة فيما أنجزوه من أعمال في خدمة أبناء محافظاتهم ومديرياتهم ومحاسبة المقصرين والفاسدين والعابثين وزجرهم .
وكون المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المسلحة الجنوبية تمر هذه الأيام بأعمال الهيكلة على مستوى المحافظات وعلى مستوى المناطق العسكرية والمحاور والألوية والدوائر العامة على خطى مواصلة بناء دولة الجنوب فإن الحفاظ على أنتصاراتنا الجنوبية يكون أيضا بالقبول والرضى والأستجابة المطلقة فيما يصدر من قرارات رئاسية بخصوص تلك الهيكلة ، حيث لايكون بناء الدولة التي ننشدها إلا بالمتابعة والمحاسبة وتغليب المصلحة الوطنية الجنوبية العامة على المصالح الشخصية والخاصة والتخلي عن التعصب و التبعية والمناطقية .