إن دائرة حجم التحديات والمخاطر التي يواجهها شعبنا تتسع كل يوم؛ وتتضح معها الكثير من المواقف الغامضة والصور التي كانت ضبابية حتى الأمس القريب؛ ولم يعد أمام شعبنا من خيار غير تعبئة قواه وحشد كل إمكانياته المتاحة وسريعاً؛ وتنظيم صفوف أنساق مقاوماته المتعددة المهام والجبهات؛ والوقوف بحزم بجانب قواته المسلحة الباسلة؛ وهي معنية اليوم برفع جاهزيتها وتنظيم قواها وبصورة إستثنائية عالية مع تعزيز حالة الإنضباط العسكري والوطني الذي يميز قوات الجنوب المسلحة.
إن الأوضاع على الأرض تتحرك وبأكثر من إتجاه وكلها لا تبشر بالخير؛ ولذلك فإننا ندعو كل المعنيين بالدفاع عن الجنوب وإنقاذه من وضعه المأساوي غير المسبوق في كل تاريخه؛ إلى التعامل الجدي مع هكذا وضع والإبتعاد عن الطابع النمطي لإدارة الصراع مع الأعداء؛ ومغادرة الأشكال والأساليب الإستعراضية التي يتم مخاطبة الرأي العام بها؛ وتحاول تطمينه عوضاً عن إستنهاضه وإشعاره بحجم المخاطر المحدقة بقضيته؛ فالبيانات والتصريحات والوقوف أمام عدسات الكاميرات لم تعد مفيدة بل وضارة جداً في هذه الظروف؛ فالأضواء ووسائل الإعلام إن لم تسخر لتبيان الحقائق للشعب أولاً بأول وبما لايمس بالطابع الوطني للأسرار والمعلومات؛ وتحويل موقفه إلى رأي عام فاعل ومتفاعل؛ فإن دورها سيكون عاجزاً عن الحضور المأمول في جبهة المواجهة الشاملة بين شعبنا وأعداء قضيته.
إن إرادة شعبنا غير قابلة للتراجع أو الإنكسار؛ وسيواصل كفاحه الوطني حتى تحقيق هدفه الوطني العظيم والمتمثل بإستعادة دولته الوطنية الجنوبية الفيدرالية المستقلة؛ وعلى من يراهنون على مالهم وإعلامهم ومرتزقتهم وإستخباراتهم في النيل من وحدة وثبات جبهة الجنوب الداخلية؛ أن يراجعوا حساباتهم وأن يستبدلوا حالة العداء لشعبنا وقضيته؛ بسياسة مسؤولة تخدم المصالح المشتركة بين شعبنا وشعوبهم؛ وبغير ذلك فالهزيمة تنتظر مشاريعهم السياسية على أرض الجنوب؛ جنوب التاريخ والحضارة والشموخ والكبرياء الوطني.
*- صالح شايف