كانت سياسة الغزاة والمستعمرون تعتمد على مفهوم (فرق تسد) وهي السياسة التي ابتكرتها الدولة التركية في الوطن العربي القائمة على وحدة الخلافة بالسيف ثم اعتمدتها الدول الاستعمارية الغربية منذ القرن السادس عشر في تسابقها إلى احتلال واستعمار مواطن المنتجات والخامات الطبيعية أو المواقع الاستراتيجية حول العالم.. ورغم أن الاستعمار البريطاني احتل ميناء عدن وسلخها عنوة من سلطنة لحج الجنوب العربي في القرن الثامن عشر ثم عمد إلى توقيع اتفاقيات الصداقة مع سلطنات الجنوب العربي المنتشرة على رقعة جغرافية الجنوب العربي من سلطنة المهرة شرقا إلى سلطنة لحج غربا ثم اتبعتها باتفاقيات الحماية والاستشارة ولم تبذل بريطانيا جهودا كثيرة من أجل الأخذ بسياسة (فرق تسد) ولكنها عندما أدركت المخاطر على جغرافية الجنوب العربي وعلى كياناته الصغيرة بذلت جهودا كبيرة في مساعيها لإيجاد كيان يضم كل تلك السلطنات والإمارات والمشيخات وشجعت على قيام اتحاد الجنوب العربي كمشروع لدولة وطنية يتم تأهيله على إدارة شئون بلاده أمنيا وعسكريا واقتصاديا ولكن السياسة البريطانية اصطدمت بالخلافات العربية_ العربية في اليمن السياسي خلال ستينات القرن الماضي والتي القت بسحبها الداكنة وصخبها الثورجي على الجنوب العربي كما شجعت دول الأطماع التوسعية في جغرافية الجنوب العربي على تعميق مفهوم (فرق تسد) وقضمت لها ماقضمت من جغرافية الجنوب العربي.
اليوم نفس المشهد تقوده قوى الأطماع الإقليمية مع قوى عصابات اليمن السياسي عبر (رموز الدعارة السياسية والتهريب والفساد) لتفقيس مجالس وهم ليس تجذيرا لتعددية ديمقراطية أو فكرية وانما لهدف تقاسم الجنوب وافراغه من موجبات استحقاقه الشرعي والقانوني.
لقد أمسى شعب الجنوب العربي ومفوضه المجلس الانتقالي يواجهان حملة شعواء لاضعافهما وتسهيل عملية توزيع الكعكة بين قوى التهريب والفساد والاطماع التوسعية ويقينا سيرهقون شعب الجنوب العربي ويقينا أيضا سيفشلون كعهدهم دوما مع الفشل وسينتهي (عصر القوادون والمهربون في اليمن السياسي) كما تنتهي اية موضة جديدة تمر على البشر وتتلاشى حتى تنتهي وسينتصر الحق بقيام دولة النظام والقانون دولة الجنوب العربي المتحدة.
الباحث/ علي محمد السليماني
1يوليو2023