من مخرجات إجتماع الجمعية الوطنية بسط سلطات الإنتقالي على كل الخارطة الجنوبية، والإشارة بالإسم إلى المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت ، في ما قيادة المنطقة أصدرت بياناً مناوراً يدعو إلى التماسك والتكاتف وتفويت فرصة الإنقسام ،وهي عبارة مطاطة مفتوحة على قراءات شتى ،أن تكون الجملة موجهة لقوات الإنتقالي لتهدئة الموقف المحتقن ، أو هي موجهة لأنصار المنطقة العسكرية في المحافظة وخارج المحافظة.
هناك قناعة راسخة أن لا إمكانية لتحقيق المشروع السياسي للإنتقالي ، دون إستكمال سلطاته على ماتبقى من مناطق الجنوب وتحديداً حضرموت، التي تعاني من تداخل المسؤوليات بين جهازها التنفيذي وتغول قيادة الفرقة في شؤون السلطة المحلية التنفيذية.
هل نحن أمام جولة صراع جديدة؟
إن كان الرد بنعم فستكون واسعة النطاق ،حال عجزت الرياض عن نزع فتيل المواجهة ، فالمنطقة الأولى هي آخر مظاهر القوة، الخلاص منها يعني إنهيار الإخوان في مابقي لهم من أماكن سيطرة ونفوذ وهنا أعني تحديداً تعز وبعض الجيوب المتفرقة.
المنطقة العسكرية ستعيد صياغة تحالف الطرفان الإخوان الحوثي، أو بالأصح ستدفع التنسيق بينهما من السياسي الإعلامي إلى الميدان العسكري ، وبالتالي فإن الرقعة ستتخطى حضرموت حد شن حرب متعددة المسارح العملياتية ، من جبهات التماس مع الجنوب مأرب البيضاء أبين يافع تعز طور الباحة لحك حضرموت شبوة ، ما يعني أننا سنكون أمام مقدمات الإجتياح أو محاولة الإجتياح الثاني للجنوب.
السؤال ليس هل سينجح التحالف الإخواني الحوثي ومعهما القاعدة من غزو الجنوب ثانية ، بل موقع المؤتمر بتجنحاته المتعددة إزاء هذا التحول الخطير ، في التحالفات، هل سيقف ضد أم مع الإجتياح ام على الحياد.
كلمة أحمد علي مع الوحدة أو الموت ، وطارق أقل صخباً في إختيار المفردات ، في ما حتى خصوم الحوثي السياسيين من داخله الذين أنشقوا عنه يقفون معاً في خندق واحد .
الحملة المنظمة وشيطنة الإنتقالي بصورة غير مسبوقة ،مع التحركات العسكرية المصاحبة ، تعيدنا إلى أجواء ماسبق ٩٤ من تشكيل غرف عمليات مشتركة لكل خصوم الجنوب، لتوحيد الجهد السياسي الإعلامي العملياتي وتحديد ساعة الصفر.
هل نحن أمام حرب ضد الجنوب متعددة الأطراف ؟
الإقليم ودوّل القرار يدركون أن مثل هكذا تفجير ينسف ماتحقق من تقدم في ملف التسوية ،ويدفع بالأمور إلى العام الأول حرب، ومع ذلك في ظل حالة الحشد ضد الجنوب وتقارب أطراف ٩٤ مضاف لهما الحوثي ، يمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة ونذهب نحو الأسوأ.
بقي جملة واحدة:
جنوب مابعد ٢٠١٥ لا يشبه ماقبلة ، تماسك ووحدة داخلية وقوة عتاد.
*- خالد سلمان