خطوة في توقيتها وغايتها مطلوبة لتوحيد المواقف والخروج برؤية متجانسة حول القضية الجنوبية، من خلال مؤتمر تشاوري تجتمع فيه غداً الخميس في عدن المكونات، تتحاور تبسط رؤاها وتصوراتها وتبحث عبر الحوار المتكافئ المعمق، التحديات القادمة وكيفية مواجهتها ليس بالضرورة بجسم سياسي واحد ، ولكن ببرنامج واضح المعالم يتسم بالعقلانية والواقعية السياسية ، ويتفاعل مع الأفكار والتصورات المطروحة للقضية الجنوبية من قبل الإقليم والدول الراعية للتسوية.
نعرف ان هناك خطة ب في حال لم يتسم الإنتقالي بالمرونة الواجبة تجاه مشاريع حل قضية الجنوب ، ومن بنود هذه الخطة خلق تنازع تمثيلي بين المكونات الجنوبية، وتفجير الصراعات السياسية البينية ،وخلط أوراق التباينات بتغليب الثانوي الجانبي على الرئيسي ، ما يساعد على تخليق وصناعة إقليمياً جسماً سياسياً يلبس قبعة القضية، ويتساوق مع ما هو أقل من انصاف الحلول اي أشباه حل.
مخرجات الحوار الذي يُعقد غداً في عدن، وهو حصيلة مشاورات داخلية وخارجية جنوبية جنوبية ، هو ما سيحدد شكل الإطار القادم هل هو جديد بالمسمى والسياسات ، وبتوزيع الإختصاصات أم إندماج في المجلس الإنتقالي القائم مع توسيع الدوائر وإنجاز هيكلة متوازنة عادلة ، بمعنى إنتاج إطار عريض ذات طابع جبهوي يحتفظ الجميع بمسمياتهم التنظيمية، ويتفقون على برنامج سياسي ، يتصل بمحددات تضبط إيقاع التسوية وتدفع المخاطر بعيداً عن قضية الجنوب، تصيغ ميثاق شرف ، وترسم سقفاً توافقياً غير قابل للتجاوز.
في مطلق الأحوال نحن أمام انعطافة هامة توسع قاعدة المشاركة وتكسر تابو المنطقة وعقلية الإستئثار، وتجعل الجنوب غير قابل للتجزئة والتمزيق وتقطع الطريق على توظيف صراع الجهويات ، والإستثمار السياسي بمعناه السلبي في أخطاء عدم إستيعاب كل الفاعلين السياسيين على جغرافيا تمتد بطول وعمق خارطة الجنوب.
مرة ثانية ، تبقى علامات الإستفهام الكبرى:
دمج تنظيمي كامل في إطار الإنتقالي، أم برنامج سياسي لإدارة المفاوضات ، مع إحتفاظ كل مكون بجسمه التنظيمي المستقل؟.
هل نحن أمام جنوب تعددي تشاركي ، أم إعادة إنتاج فكرة الحزب الواحد، والتنظيم الأب والقائد الضرورة؟.
تنظيم واحد أم جبهة عريضة؟
الإجابة برسم مخرجات التشاور.
خالد سلمان
.