الشهيد المغدور "الجابري" يكتب عن الشيخ بن عجرومة

2023-04-15 07:25
الشهيد المغدور "الجابري" يكتب عن الشيخ بن عجرومة
شبوه برس - خـاص - عــدن



هذه مقدمة تعريفية عن ما كتبه الراحل عبدالله الجابري – (الشهيد المغدور) ابوشمس عام 1968 عن فقيدنا الشيخ محمد أبوبكر عجرومة..

فجر الجمعة 23 رمضان 1444 الموافق 14 ابريل2023 يرحمهما الله.



▪︎يكاد يكون محمد بن بوبكر بن عجرومة - اخر الرعيل الاول من اعضاء حزب رابطة الجنوب العربي ..أول حزب سياسي في عدن..بل في الجزيرة العربية يؤسس مطلع الخمسينات من القرن الماضي،يطالب بإستقلال و وحدة المحميات الغربية (مشيخات وامارات وسلطنات -الجنوب) والشرقية (السلطنات الاربع -حضرموت) ويضم طليعة ابناء عدن وتكل الكيانات من وطنيين و قوميين و بعثيين واخوان مسلمين وشيوعيين-أممين.. في حزب رائد استطاع مؤسسيه و في مقدمتهم مهندس الحركة الوطنية السيد محمد علي الجفري توحيد تلك الفصائل من خلال زعاماتها و مثقفيها..كطليعة وطنية عام 1951.



▪︎▪︎في تلك المرحلة المبكرة لم تكن ثورات العسكر وتحولاتها قد بدأت بانقلاب حسني الزعيم في سوريا و ثورة ٢٦يوليو للضباط الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر في مصر.. اذا ما استثنينا انقلابيي رشيد عالي الكيلاني وبكر صدقي الفاشلين في العراق..التي كان يدرس القانون بها الأستاذ شيخان عبدالله الحبشي امين عام الحزب.



▪︎▪︎▪︎ظلت الحركة موحدة في حزب الرابطة حتى عام 1958.. عام تدخل مخابرات الانظمة العسكرية تحت أغطية وشعارات أيديولوجية، ومع نفي بريطانيا للسيد الجفري و كذلك الاستاذ شيخان وغيابهم في القاهرة..دبت الخلافات ونجحت الأجهزة العربية في بث الفرقة التي أدت الي مانحن فيه اليوم.



▪︎▪︎▪︎▪︎المناضل محمد عجرومة و غيره من اعضاء الرابطة الذين رفضوا..اليمننة و التحول الي "حلفاء" للخارج-العربي او الأجنبي و اجهوا النفي..وكان بن عحرومة في مقدمة من خدم الهاربين من ممارسات نظام الجبهة القومية..

أنا هنا اكتب مقدمة لا تاريخ فرض نفسه علي..على إثر ارسال مقال عن بن عجرومه للاستاذ عبدالله الجابري (أبو شمس) الذي استشهد على يد "علوي حسين فرحان" احد ضباط جهاز أمن الدولة لنظام عدن 1977..

المساحة الزمنية 46 سنه لنتأمل احداثها ونترحم على الراحل محمد بن عجرومه و كل من سبقه من رواد العمل الوطني..في هذه الايام المباركة..ولي بإذن مقال قادم عن تلك المراحل من خلال أبو فهد-يرحمه الله.



*عبدالله عمر باوزير



الشيخ المجاهد/ محمد أبوبكر بن عجرومة العولقي.

بقلم: عبدالله الجابري أكتوبر 1968



كثيرون أولئك الرجال الذين تجاوزوا بشواغلهم ساحة دنياهم الخاصة.. وإطار وجودهم الضيق .. فكانوا لشعوبهم بمثابة النور الذي يهدي .. والكلمة التي تدل .. ومحمد بن بوبكر بن عجرومة العولقي .. واحد من هؤلاء "الرجال" الذين دلهم الله .. وأنار لهم سبلهم .. فكان هذا الرجل من مطلع "رجولته" مثالا يحتذى به .. في رصانة الطبع و أصالته .. و متانة البناء الخلقي وقوته وصدق الثبات حين البأس .. والقدرة على مجالدة الصعاب .. وركوب المخاطر في سبيل الارض التي "فتح"-بالتشديد- وهي مستعمره .. وشب وأهلها أشتاتا .. لا يجمعهم جامع .. ولا تلم شعثهم "فكرة" ولا تنهضهم ضد عدو الله و عدوهم عزة قعساه .. كانت حدود الظن فيها واسعة .. وجذر الرجاء فيها عميق .. في منطقة العوالق العليا "منبته ومركز محتدة" كان من طلائع الذين استجابوا لداعي الله .. والوطن .. والحرية .. وكان من أنبه الذين تتلمذوا وتمرسوا .. و صقلت ملكاتهم على يد الثائر المناضل .. والشهيد المرحوم علوي علي الجفري .. الذي كان طيب الله ثراه خبير بنفوس البادية فيتخير اليها المداخل الصحيحه .. ويرتقى بها ويرتقي معها حيث تصبح قضية الوطن من همومها الاولى .. وعلى راس شواغلها الرئيسية .. ومحمد بن بوبكر العولقي .. رجل بدوي .. لم ينل حظا كبيرا من العلم .. ولكنه يمتلك "حسا فطريا" يفقه به احوال المتعلمين .. ولا يجوز عليه الاحابيل و الضلالات ..



"وموهبته العسكرية" وهي ابرز خاصة من خصائصه .. نمت عبر مسيرة شاقة في عشر سنوات من الكفاح ضد الاستعمار .. وضبط الكمائن .. ونظم الهجمات .. ورسم الخطط .. وفي هذا كله .. حالفه التوفيق (حليف كل مثابر شجاع) وعبر هذا كله .. وطد بن عجرومة نفسه كركن من أركان الجناح العسكري في رابطة الجنوب العربي .. وأكتسب الثقه .. ونال من زملائه ماهوا أهل له من تقدير و الاحترام .. وبن عجرومه اليوم واحد ممن أطلقوا "شرارة " الثورة المسلحه ضد الحكم العميل في الجنوب العربي .. وكان ممكنا ان يكون بن عجرومة بدويا من العوالق .. لا يشغله شاغل .. غير ابله وغنمه .. ولكنها الفكرة .. تصنع الرجل .. وتصقل معدنه .. وقد آمن هذا "الرجل" بالجنوب العربي .. فأضحى نورا في طريقنا .. نستدل به .. وعلم هداية .. " يثقفنا" بأن "مامنع الظعائن مثل ضرب .. ترى منه السواعد كالقلينا"

والمجد لكل حر .. والجنه لكل شهيد .. والنصر والخلود لشعب الجنوب العربي ..