إلى متى سيبقى الجنوب مرتهن بين قوسي عبارة واحدية المعركة ضد الحوثي ؟ هذه العبارة الكيدية التي قيدت المشروع الجنوبي من الانطلاق نحو استكمال استعادة دولة الجنوب المستقلة ، واعطت مساحات واسعة لقيادات الشمال العسكرية والسياسية في أن تسرح وتمرح داخل العاصمة الجنوبية عدن وبقية المحافظات الجنوبية متخذين من هذه العبارة فرصهم الانتهازية في التخابر والتخادم مع جماعة الحوثي في صنعاء ومن ثم التخطيط والعمل المشترك على تنفيذ مشاريع سياسية وعسكرية وإرهابية خبيثة ضد الجنوب وشعبه وقضيته التي جميعها باءت بالفشل .
إلى متى ستبقى أكذوبة هذه العبارة تعطل عن الجنوبيين حلمهم في الاستقلال والسيادة والعيش بأمن وأمان والعيش في مستوى معيشي وخدماتي مقبول يتناسب مع مستوى رواتب الموظفين ودخل المواطنين ؟ ياترى إلى أي زمن وإلى أي حال سيأخذنا استمرار تصديقنا لهذه العبارة التي من أجلها كان الذهاب في التوقيع على اتفاق الرياض ثم مخرجات مشاورات الرياض التي حولوها أصحاب الشأن المتغنون بها (الشرعية اليمنية) من العمل والتكاتف لتحقيق أهداف عبارة واحدية المعركة ضد الحوثي إلى التآمر في قطع رواتب القوات المسلحة الجنوبية وإلى زيادة معاناة معيشة الناس في الجنوب التي فاقت التصورات وتجاوزت حدود قدرات وإمكانيات المواطنين .
حتى من بعد الاتفاق السعودي الإيراني وحتى في ظل المحادثات السرية التي تجري بين السعوديين وبين الحوثيين من أجل التوصل إلى سلام دائم بينهم مازال هناك من يحاول الضحك على دقون الجنوبيين في أن محاولة رشاد العليمي نقل أقامته من العاصمة الجنوبية عدن إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت هي من أجل توحيد المعركة ضد الحوثي بينما القصد الحقيقي منها هو شرعنة بقاء ميليشيات الإخوان في وادي وصحراء حضرموت وأيضاً من أجل جلب ميليشيات شمالية جديدة للسيطرة على ساحل حضرموت تحت مسمى الحماية الرئاسية ومن ثم جعل المشروع الإخواني (دولة حضرموت المستقلة) حاضرا ليكون ورقتهم السياسية والعسكرية ضد مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي المعتزم إعلان دولة الجنوب المستقلة من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا .
ومن الغباء والضحك على الدقون أيضا تصديق أن زيارة وزير الدفاع محسن الداعري إلى محافظة مأرب وكذلك استقبال رئيس هيئة الأركان العامة عزيز بن صغير في العاصمة الجنوبية عدن أنها من أجل واحدية المعركة ضد الحوثي .
عادل العبيدي